عودة ترمب إلى البيت الأبيض أعطت دفعا للخط اليميني المتشدد في إسرائيل

أعطت عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض دفعاً للخط اليميني المتشدّد في إسرائيل، فعاد الجيش الإسرائيلي ليوسّع سيطرته على قطاع غزة، وعملياته في الضفة الغربية المحتلة، فيما يكرّر السياسيون مواقفهم المتشددة من الفلسطينيين.
وقال الرئيس الأميركي الثلاثاء بعد اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «نحن على الخط ذاته في كل المسائل».
ويقول فريدمان: «إذا قرّرت إسرائيل وقف الحرب وعقد اتفاق لوقف النار مع (حماس)، فإنه سيدعمها... ولكنه أصغى أيضاً إلى الرهائن المحرّرين الذين أخبروه إلى أي حدّ عاملتهم (حماس) بالسوء. غريزته تدفعه إلى التخلّص من (حماس)».
بعد أيام قليلة من تولّيه منصبه، اقترح ترمب نقل 2.4 مليون فلسطيني من غزة إلى الأردن ومصر، وتحويل قطاع غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، ما أثار تنديداً دولياً.
ورغم أنه بدا وكأنه تراجع عن ذلك التصريح، لكن اقتراحه هذا أطلق يد وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل لمواصلة الدعوات لتنفيذ هذا المخطط.
من جهة أخرى، يبقى دونالد ترمب صامتاً إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة التي تصاعدت منذ بداية الحرب في غزة.
ويرى محلّلون أن صمت ترمب بشأن الضفة الغربية شجّع الوزراء المتشددين الذين يحلمون علناً بضمّها إلى إسرائيل.
في مارس (آذار)، وافق المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي على مشروع لشق طريق جديد بالقرب من مستوطنة «معاليه أدوميم» من شأنه أن يفصل حركة المرور بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي خطوة وصفتها منظمة «السلام الآن» بأنها «فصل عنصري».
بعدها، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، حينها، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بياناً مشتركاً وصفا فيه البناء الفلسطيني في الضفة الغربية بأنه «تهديد استراتيجي للمستوطنات».
وأشار سموتريتش إلى المنطقة باسمها التوراتي، قائلاً إنها كانت «سنة قياسية» لـ«هدم البناء العربي غير القانوني في يهودا والسامرة». وأضاف أن الحكومة تعمل على توسيع الاستيطان اليهودي في الضفة.
وتقول المحللة في منظمة «مجموعة الأزمات الدولية» ميراف زونستين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «منذ انتخاب ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني)، بدأ يترامى إلى سمعنا المزيد والمزيد من الخطابات والشعارات حول ضمّ أراضي الضفة الغربية، وشهدنا المزيد من التحركات الميدانية بهذا الاتجاه».
وتضيف: «نهج ترمب الخاص والأشخاص الذين اختارهم حوله خلق مناخاً سياسياً جعل سموتريتش (ووزير الدفاع يسرائيل) كاتس وآخرين في اليمين الإسرائيلي واثقين من أنهم يستطيعون المضي قدماً في ضمّ الضفة الغربية».
وتقول سانام فاكيل من معهد تشاتام هاوس إن سياسات ترمب في الشرق الأوسط «متناقضة».
وتضيف: «بينما قال الرئيس إنه يريد إنهاء الصراعات، لا توجد خطة واحدة جارية. أعتقد أن هناك ربما عدة أجندات متناقضة».
وتتابع: «لا يوجد انتقاد، ولا إدانة لأنشطة إسرائيل، وأعتقد أن ذلك يمنحها حرية التصرف، وثقة في الاستمرار في أجندتها التوسعية».
وفيما يخص غزة، تقول فاكيل إن ترمب «يمنح نتنياهو والمتشددين من حوله رافعة لتحقيق الهدف».
وتقول إسرائيل إنها تسيطر حالياً على 30 في المائة من أراضي غزة، بينما تشير حسابات «وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى خرائط نشرها الجيش، إلى أنها تسيطر على أكثر من 50 في المائة.
في المقابل، ترى فاكيل أن ترمب يتمايز إلى حدّ ما عن الإسرائيليين في التعامل مع الملف الإيراني.
وبدأ مسؤولون أميركيون منذ أكثر من أسبوعين محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، وهو تغيير واضح عن سياسة نتنياهو التاريخية التي ترتكز على معالجة التهديد الإيراني بالوسائل العسكرية.
وترى فاكيل أن ترمب يريد أن يوضح «أن الاستراتيجية العسكرية لن تكون خياره الأول في معالجة أزمة إيران»، مضيفة أن هذا يثير قلقاً عميقاً لدى الإسرائيليين.
وقال نتنياهو السبت: «أنا ملتزم بمنع إيران امتلاك السلاح النووي. لن أتنازل عن ذلك، لن أُفرّط فيه، ولن أتراجع عنه، ولا حتى بمقدار مليمتر واحد».
aawsat.com