خبر ⁄سياسي

وفد أميركي يجول في جنوب لبنان ويتفقد منشأة مدمرة لـحزب الله

وفد أميركي يجول في جنوب لبنان ويتفقد منشأة مدمرة لـحزب الله

تَفَقَّدَ وفد أميركي، برفقة قوّة كبيرة من الجيش اللبناني، موقعاً عسكرياً سابقاً لـ«حزب الله» قصفته إسرائيل في وقت سابق، في بلدة يحمر الشقيف الواقعة على الضفة الشمالية لنهر الليطاني، بموازاة تحرُّك ميداني لقوة فرنسية عاملة ضمن نطاق «اليونيفيل» في منطقة وادي الحجير، وذلك بالتزامن مع إبلاغ الرئيس اللبناني جوزيف عون لقائد «اليونيفيل» أن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس يجب أن ينتهي في أسرع وقت».

وأبلغ الرئيسُ اللبنانيُّ قائدَ القوات الدولية في الجنوب «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو خلال استقباله في قصر بعبدا مع وفد من «اليونيفيل»، أن «الجيش اللبناني يواصل انتشاره في القرى والبلدات الجنوبية التي أخلتها إسرائيل، ويتولى تنظيفها من الألغام، وإزالة كل المظاهر المسلحة فيها، رغم اتساع مساحة الأراضي الجنوبية وطبيعتها، ما يستغرق وقتاً طويلاً».

وأشار الرئيس عون إلى أن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس يجب أن ينتهي في أسرع وقت ممكن لتأمين الاستقرار والأمن على طول الحدود الجنوبية تمهيداً لاستكمال عودة الأهالي إلى قراهم»، وأكد أن «عملية تطويع العسكريين تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء مستمرة لتأمين 4500 عسكري سوف يتولون مع القوات الموجودة حالياً، بسْط الأمن في الجنوب، وتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع «اليونيفيل» التي نقدر الجهود التي تبذلها بالتنسيق مع الجيش»، وفق ما أفادت به الرئاسة اللبنانية.

ولفت إلى أن أحد «أهداف زياراته إلى الخارج هو توفير الدعم للجيش والقوات المسلحة اللبنانية، ونحن نلقى تجاوباً نظراً للثقة التي توليها الدول الشقيقة والصديقة بالجيش اللبناني، وبدوره على كل الأراضي اللبنانية».

وكان الجنرال لازارو قد تَعَرَّض لنتائج المحادثات التي أجراها خلال وجوده قبل أيام في مجلس الأمن، لا سيما لجهة طلب الحكومة اللبنانية التمديد لـ«اليونيفيل» لولاية جديدة، مؤكداً «المستوى العالي من التنسيق مع الجيش اللبناني المنتشر في الجنوب، والذي يقوم بمهامه على نحو كامل، ويلقى من (اليونيفيل) كل دعم وتنسيق».

الرئيس عون خلال استقباله قائد القوات الدولية في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال ارولدو لازارو:الجيش اللبناني يواصل انتشاره في القرى والبلدات الجنوبية التي أخلتها إسرائيل، والانتخابات البلدية والاختيارية ستُجرى في كل الجنوب في 24 أيار المقبل pic.twitter.com/d7SBYQ1v2y

— Lebanese Presidency (@LBpresidency) April 24, 2025

سياسياً أيضاً، جدد رئيس الحكومة نواف سلام تأكيد أن الدولة اللبنانية متمسكة بإرساء الأمن والاستقرار، وبسط سيادتها على كامل أراضيها، بما يمثله ذلك من قرار سيادي يحفظ لبنان وشعبه، ويفتح الطريق أمام التعافي على الصعد المختلفة.

جولة وفد أميركي

ميدانياً، أفادت وسائل إعلام محلية بأن وفداً أميركياً جال برفقة الجيش في منطقة الدبش في يحمر الشقيف التي تعرضت لغارات إسرائيلية سابقة دمرت موقعاً عسكرياً لـ«حزب الله» فيها. وقالت إن الموقع كان عبارة عن «نقطة مراقبة للحزب».

وتحمل هذه الجولة دلالات ميدانية وسياسية بالغة، إذ تُعد يحمر من البلدات الحيوية جنوباً نظراً لارتفاعها الجغرافي على الضفة الشمالية لنهر الليطاني، وإطلالتها على شمال إسرائيل. ومع أن البلدة تقع شمال الليطاني، فإن إسرائيل تعدها ضمن المنطقة التي يُفترض أن ينطبق عليها ما ينطبق على جنوب الليطاني.

وذكرت «وكالة الأنباء المركزية» أن الوفد الأميركي تجوَّل لأكثر من نصف ساعة في المنطقة، وكان ضمن موكب سيار مؤلَّف من سيارات رباعية الدفع، إلى جانب آليات عسكرية للجيش اللبناني، وغادرها لاحقاً، في إطار جولاته في كثير من النقاط في الجنوب.

ووصل الوفد الأميركي في جولته الميدانية إلى وادي الحجير، وبمواكبة مباشرة من الجيش اللبناني، وبالتوازي، نفذت وحدة فرنسية من قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، «اليونيفيل»، دوريات تفتيش في أحراج وادي الحجير، بحثاً عن منشآت محتملة تابعة لـ«حزب الله». ويُعد هذا الوادي من أبرز المواقع الاستراتيجية جنوباً، وكثيراً ما استخدمه الحزب بوصفه موقعاً متقدماً للمراقبة والتخزين، بينما يعكس ذلك حجم التفاهمات الدولية والرقابة اللصيقة على تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار.

تفكيك مواقع «حزب الله»

ووفق المعطيات، سلّم «حزب الله» حتى الآن نحو 190 موقعاً من أصل 265 كان يديرها جنوب الليطاني، بينما تفيد تقارير أخرى بأنه تم تفكيك ما يزيد على 500 موقع عسكري تابع للحزب.

ورصد الإعلام العبري بدوره هذه التطورات، حيث نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن «الوضع لا يزال يتطور، وعلينا أن نعمل باستمرار لمنع عودة (حزب الله)»، مؤكداً أن «الجيش اللبناني ينفذ إجراءات ضد (الحزب) تفوق ما كان متوقَّعاً قبل وقف إطلاق النار». وأضافت الصحيفة أن «رغبة إسرائيل في التدخل لا تزال قائمة، لكن الوضع في لبنان لم يعد كما كان».

الخروقات الإسرائيلية مستمرة

في المقابل، تستمر الخروقات الإسرائيلية في الجنوب، حيث سُجِّل قصف مدفعي على منطقة السدانة قرب بلدة شبعا، وأعمال تجريف في جبل الحمارة عند أطراف العديسة، إلى جانب تحليق مكثف للطائرات المسيّرة فوق البقاع والقطاع الغربي.

وبعدما تحدثت تقارير عن تفكيك منشآت تابعة لـ«الجماعة الإسلامية» في منطقة العرقوب بالجنوب، أوضحت «الجماعة» أنها «لا تمتلك قواعد عسكرية في المنطقة المذكورة ولا في غيرها، كما تنفي أن تكون لها صلة أو علاقة بالأعتدة والصواريخ المصادَرة إذا كان الخبر صحيحاً».

aawsat.com