خبر ⁄سياسي

بعد انفجار الميناء... الحداد يغذي مشاعر الغضب في إيران

بعد انفجار الميناء... الحداد يغذي مشاعر الغضب في إيران

تحوّلت مشاعر الحزن والحداد في إيران إلى غضب بعد انفجار هائل في أكبر موانيها التجارية، أسفر عن مقتل 40 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 1200 آخرين. ووقع الانفجار، صباح السبت، في ميناء رجائي. وهرع العديد من الأشخاص إلى المستشفيات في جميع أنحاء البلاد للتبرع بالدم.

وبعد يوم واحد، لا تزال الحرائق مشتعلة، وتخيم سحابة سوداء كثيفة من المواد الكيميائية السامة على المنطقة المحيطة. وطلبت وزارة الصحة من سكان البلدات والمدن المجاورة البقاء في منازلهم «حتى إشعار آخر» وارتداء ملابس واقية أكثر، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وفي مدينة بندر عباس الجنوبية القريبة، التي تضم القاعدة الرئيسية للبحرية الإيرانية، أُمرت جميع المدارس والمكاتب بإغلاق أبوابها، الأحد، للسماح للسلطات بالتركيز على جهود الطوارئ، وفقاً للتلفزيون الرسمي. وتحول مهرجان محلي على مقربة من ميناء رجائي، كان من المفترض أن يكون احتفالاً، تلقائياً إلى مناسبة مهيبة لإحياء ذكرى القتلى والدعاء للجرحى.

وأعلنت السلطات يوم حداد وطني، يوم الاثنين، بالإضافة إلى يومين آخرين في محافظة هرمزجان، حيث وقعت الحادثة. ووفق «بي بي سي»، يُذكّر هذا الحادث بأنه في حين اهتزت إيران بشدة جراء الانفجار - حيث أفاد سكان على بُعد 50 كيلومتراً بآثاره - فإن البلاد تهتز الآن أيضاً تحت وطأة حالة «تبادل إلقاء اللوم المتزايدة».

وقود الصواريخ الباليستية

وقالت شركة «أمبري إنتليجنس»، وهي شركة استشارية خاصة في مجال المخاطر البحرية، إنها تعتقد أن الحرائق الشديدة التي شوهدت تنتشر بين الحاويات قبل الانفجار كانت نتيجة «سوء التعامل مع شحنة من الوقود مخصصة للاستخدام في الصواريخ الإيرانية».

وأضافت الشركة أنها تعتقد أن الحاويات المتضررة كانت تحتوي على وقود صلب مخصص للصواريخ الباليستية، وأنها على علم بأن سفينة ترفع العلم الإيراني «أفرغت شحنة من وقود الصواريخ (بيركلورات الصوديوم) في الميناء في مارس (آذار) 2025».

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شخص على صلة بـ«الحرس الثوري» الإيراني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن ما انفجر كان «بيركلورات الصوديوم»، وهو مكون رئيسي في الوقود الصلب للصواريخ.

ورغم نفي وزارة الدفاع الإيرانية لوجود أي شحنات عسكرية في الميناء، يتساءل بعض الإيرانيين عما إذا كان ينبغي عليهم تصديق التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تفيد بأن الجيش الإيراني و«الحرس الثوري» يخزنان وقود الصواريخ الذي استورداه مؤخراً من الصين في الميناء.

سؤال للنظام الإيراني

ويلقي الكثيرون في إيران باللوم على السلطات بسبب عدم كفاءتها و«ما هو أسوأ من ذلك»، ويتساءلون: كيف يمكن ترك مثل هذه الكمية الكبيرة من المواد القابلة للاشتعال في الميناء دون العناية الواجبة؟

هذا سؤالٌ على النظام الإيراني أن يُجيب عليه. وزار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان موقع الانفجار، الأحد، قائلاً: «جئنا لنرى بأنفسنا ما إذا كان هناك أي شيء أو أي مشكلة يُمكن للحكومة متابعتها». وكان بزشكيان قد أمر سابقاً بإجراء تحقيق في سبب الانفجار، وأرسل وزير الداخلية إلى المنطقة لقيادة التحقيق.

وأفادت جمارك الميناء في بيانٍ نقله التلفزيون الرسمي بأن الانفجار نتج على الأرجح عن حريق اندلع في مستودع تخزين المواد الخطرة والكيميائية.

التأثير على الاقتصاد الإيراني

هناك أيضاً تساؤل حول ما إذا كان الاقتصاد الإيراني سيتأثر، نظراً لأن الميناء المتضرر يستقبل ما يقرب من 80 في المائة من واردات البلاد.

ويوم السبت، حذرت السلطات من احتمال حدوث نقص في الغذاء على المدى القريب مع توقف الميناء عن العمل لبعض الوقت. وفي اليوم التالي، قللت من أهمية ذلك، قائلةً إن الانفجار أثر فقط على جزء من الميناء، والباقي يعمل بشكل طبيعي.

aawsat.com