منظمة نسوية ترفض إشراك الوطني في حل الأزمة السودانية

كمبالا، 27 أبريل 2025 ــ رفضت رئيسة المكتب التنفيذي لمنظمة الحارسات، هادية حسب الله، اتجاه حل الأزمة السودانية عبر مشاركة المؤتمر الوطني في العملية السياسية أو تقاسم السلطة بين طرفي النزاع.
ودعم حزب المؤتمر الوطني، الذي حُل بعد عزل الرئيس عمر البشير ، الجيش خلال النزاع القائم ضد الدعم السريع، كما يُشارك بعض عناصره في القتال ضمن صفوف جماعات مسلحة تابعة له.
واستعرضت منظمات نسوية، الأحد، تقريرًا عن مؤتمر “نحو أجندة نسوية مشتركة من أجل السلام واستعادة ثورة ديسمبر” الذي عُقد في سبتمبر المنصرم في العاصمة الأوغندية كمبالا.
وقالت هادية حسب الله، خلال استعراض التقرير، إننا “نرفض اتجاه بعض الدوائر الدولية لحل الأزمة السودانية عبر مشاركة المؤتمر الوطني في العملية السياسية المرتقبة”.
واعتبرت الحديث عن أي عملية سلمية لا تستثني أحدًا مرفوضًا وغير مقبول بعد خراب ودمار السودان، مشددة على “عدم وجود أي مستقبل للإسلاميين في حزب المؤتمر الوطني في السودان بسبب إعاقتهم للانتقال الديمقراطي عبر انقلاب 25 أكتوبر وحرب 15 أبريل”.
ونفذ الجيش وقوات الدعم السريع في 25 أكتوبر 2021 انقلابًا عسكريًا ضد الحكومة المدنية، مما أدخل البلاد في أزمة سياسية قبل أن يدخل الطرفان مع القوى المدنية في عملية سياسية توصلت إلى توقيع “الاتفاق الإطاري”.
ونص الاتفاق الإطاري على نقل السلطة إلى المدنيين، بعد التوافق على قضايا شائكة منها دمج قوات الدعم السريع في الجيش، لكن خلافات حول القيادة والسيطرة ومواقيت الدمج دفعت إلى نشوب الحرب في 15 أبريل 2023.
وأرجعت هادية حسب الله رفض النساء لمشاركة المؤتمر الوطني في العملية السياسية لتلافي الوقوع في الشراك السابقة، واصفة التنظيم بالفاشل والمختطف للدولة السودانية.
وأوضحت أن السيناريو الآخر من بعض الدوائر الدولية هو تقاسم السلطة بين طرفي الحرب، مشددة على أن هذا الخيار “لا يصنع سلامًا دائمًا بل يؤجل الصراع إلى وقت مؤقت وسينفجر من جديد أكثر عنفًا”.
وطالبت هادية بفرض عقوبات على كل من يعرقل السلام والالتزام بإيصال المساعدات الإنسانية، ومحاسبة مرتكبي كل الجرائم خاصة الجرائم القائمة على النوع الاجتماعي، ومشاركة النساء في العملية السياسية القادمة.
وطالب تقرير مؤتمر أجندة نسوية بوقف فوري لإطلاق النار، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة لوصول الناجيات والناجين من العنف الجنسي إلى الخدمات المتعددة.
ودعا إلى بدء عملية سلمية تهدف لتحقيق سلام مستدام واستئناف مسار ثورة ديسمبر المجيدة، مشددًا على ضرورة ضمان المحاسبة على الجرائم عبر العدالة والعدالة الانتقالية خصوصًا الانتهاكات التي طالت النساء.
وطالب بوقف عسكرة المجتمع وتعزيز ثقافة السلام وحماية الفئات المستضعفة مثل النساء والأطفال والأقليات الدينية وضمان أمنهم وكرامتهم، ووضع حد للاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي وتجنيد الأطفال ومنع استخدامهم في النزاع، والتهجير القسري.
ويسعى الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد إلى تيسير عملية سياسية بين الفرقاء السودانيين، حيث عقد اجتماعات منفصلة مع الائتلافات دون التوصل إلى رؤية مشتركة تسمح بإطلاق العملية حتى الآن.
sudantribune.net