خبر ⁄سياسي

الأمم المتحدة تحقق في صلة الإمارات بأسلحة مضبوطة في دارفور

الأمم المتحدة تحقق في صلة الإمارات بأسلحة مضبوطة في دارفور

قالت رسالة اطلعت عليها وكالة رويترز إنّ لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة مكلفة بمراقبة العقوبات في السودان تُحقق في كيفية وصول قذائف مورتر مصدرة من بلغاريا إلى الإمارات العربية المتحدة لرتل إمداد لمقاتلي قوات الدعم السريع.
وتحمل قذائف المورتر، التي ضُبطت مع الرتل في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بولاية شمال دارفور في السودان، الرقم التسلسلي نفسه الذي أخبرت بلغاريا محققي الأمم المتحدة بأنها صدرته إلى الإمارات في عام 2019. وأمكن رؤية الرقم التسلسلي في الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها أعضاء الجماعات الموالية للحكومة على الإنترنت بعد عملية الضبط.
ووفقاً لرسالة بتاريخ 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي من البعثة الدائمة لبلغاريا في الأمم المتحدة، والتي اطلعت عليها “رويترز”، أبلغت بلغاريا محققي الأمم المتحدة بأنها شحنت قذائف مورتر عيار 81 مليمتراً بالرقم التسلسلي نفسه إلى الجيش الإماراتي في عام 2019. وتنفي الإمارات الاتهامات المتكررة لها بإذكاء الصراع في السودان من خلال تسليح قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني.
وقالت وزارة الخارجية البلغارية، لـ”رويترز”، إن أحداً لم يطلب إذن بلغاريا لإعادة تصدير الذخائر إلى طرف ثالث، وأضافت الوزارة: “نعلن قطعاً أن السلطات البلغارية المختصة لم تصدر ترخيصاً لتصدير المنتجات المرتبطة بالدفاع إلى السودان”. وأحجمت الأمم المتحدة عن التعليق.
وعندما سألت “رويترز” مسؤولين إماراتيين عن الذخائر البلغارية، أشاروا إلى أحدث تقرير سنوي صادر عن لجنة خبراء الأمم المتحدة، والذي يتحدّث بالتفصيل عن نتائج تحقيقاتها في تدفق الأسلحة والأموال إلى دارفور. وقال المسؤولون الإماراتيون لـ”رويترز” إنّ التقرير “يوضح أنه لا توجد أدلة دامغة على أن الإمارات قدمت أسلحة أو دعماً ذا صلة لقوات الدعم السريع”. ولم يُنشر بعد التقرير، الذي عُرض على مجلس الأمن الدولي هذا الشهر واطلعت عليه “رويترز”، وتقتصر إشارته إلى الإمارات على دورها في حفظ السلام في السودان.
وتوثق لجنة الأمم المتحدة عملية ضبط الذخائر التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني، حين اعترضت جماعة موالية للحكومة السودانية مركبات تابعة لقوات الدعم السريع كانت تنقل قذائف مورتر وذخائر أخرى ونشرت مقاطع فيديو وصوراً للأسلحة التي صادرتها، في تقريرها السنوي، ولا يتطرق تقرير المحققين إلى مصادر الذخائر.
ودأب مسؤولون سودانيون على اتهام أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع في الحرب الدائرة في السودان منذ 15 إبريل/ نيسان 2023، وهي اتهامات تنفيها الإمارات، غير أن خبراء من الأمم المتحدة ومشرعين أميركيين يرون أن الاتهامات لها ما يدعمها. ورفع السودان دعوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية في 5 مارس/ آذار الماضي، يطلب فيها فرض تدابير طارئة وإصدار أمر للإمارات لمنع أعمال الإبادة الجماعية في غرب دارفور. وجاء في بيان للمحكمة وقتها أن الخرطوم تعتبر أن أبوظبي “متواطئة في إبادة جماعية ضد المساليت من خلال توجيهها وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري المكثف لمليشيات الدعم السريع المتمردة”.
وأودى الصراع في السودان بحياة عشرات الآلاف وتسبب في نزوح الملايين، وخلصت الولايات المتحدة العام الماضي إلى أن أفراداً من قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في القتال الدائر منذ إبريل 2023.

العربي الجديد

kushnews.net