خبر ⁄سياسي

فريق خبراء: أطراف النزاع ارتكبت جرائم حرب في الفاشر

فريق خبراء: أطراف النزاع ارتكبت جرائم حرب في الفاشر

نيويورك، 30 أبريل 2025 ــ قال فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالسودان إن أطراف النزاع ارتكبت جرائم حرب أثناء القتال في الفاشر بولاية شمال دارفور.

ومنذ 11 مايو 2024، تشن قوات الدعم السريع هجمات على الفاشر، معززة بقصف عشوائي عبر المدافع والطيران المسيّر، بالتزامن مع فرضها حصارًا مشددًا على المدينة، ضيّقته أكثر بعد سيطرتها على مخيم زمزم في 14 أبريل الحالي.

وأحالت لجنة العقوبات التي شكلها مجلس الأمن بشأن الوضع في دارفور، تقرير فريق الخبراء الذي نظرت فيه اللجنة في 9 أبريل الجاري، إلى أعضاء مجلس الأمن.

وقال التقرير، الذي حصلت عليه “سودان تربيون”، إن “جميع الأطراف المتحاربة انتهكت القانون الدولي الإنساني وارتكبت جرائم حرب أثناء القتال في الفاشر، حيث شكلت الهجمات العشوائية على المدنيين والأعيان المدنية جرائم حرب”.

وأشار إلى أن إساءة معاملة المدنيين، بما في ذلك الاغتصاب والقتل والاعتقال والاحتجاز والتهجير القسري والنهب، تُشكل أعمالًا ترقى إلى مستوى جرائم حرب أخرى ارتكبتها الأطراف المتحاربة.

وأفاد بمقتل نساء وفتيات أثناء بحثهن عن عمل يومي أو جلب الطعام والمياه، خلال الهجمات العشوائية التي شنتها الأطراف المتحاربة، فيما أكد مستشفى للرعاية الصحية الأولية في يوليو 2024 وقوع 7 حالات اغتصاب، نُسبت حالتان إلى القوة المشتركة وحالة إلى الدعم السريع.

واتهم التقرير قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها بشن هجمات على المنازل ونهبها واحتلالها وإخراج المدنيين منها، حيث تعرض البعض للضرب أو الإعدام رميًا بالرصاص، بينما اُغتصبت النساء أمام أفراد عائلاتهن.

وأوضح أن 4 من جنود الدعم السريع، دخلوا في يونيو 2024، إلى منزل في حي الثورة، حيث قاموا بكسر ذراع طفل وقيدوا الزوج واغتصبوا الزوجة ونهبوا المنزل.

وذكر التقرير أن الجيش والقوة المشتركة نهبوا منازل في أحياء شمال الفاشر ومنازل في حي أبو شوك ومخيم أبو شوك للنازحين.

وبيّن أن الهجمات العشوائية من جميع الأطراف المتحاربة ألحقت أضرارًا بالأعيان المدنية والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل والأسواق والمستشفيات والمساجد.

الاحتجاز

وأفاد فريق الخبراء بأن القوة المشتركة نفذت اعتقالات تعسفية واسعة النطاق للمدنيين والشباب ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين المشتبه في تعاونهم مع الدعم السريع، حيث استهدفت الشبان العرب بشكل خاص.

وقال إن المحتجزين نُقلوا إلى مقر بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي السابقة “يوناميد”، حيث احتُجزوا لمدة تصل إلى أسبوعين في حاويات شحن دون طعام وماء كافيين.

وأشار إلى أن المعتقلين الذين احتجزتهم القوة المشتركة تعرضوا لسوء المعاملة البدنية والنفسية، بما في ذلك الضرب المبرح والإساءة اللفظية.

وذكر التقرير أن الدعم السريع قام بعمليات اعتقال واحتجاز عشوائية واسعة النطاق للمدنيين في شرق وأطراف الفاشر، خاصة وسط الشباب المشتبه في كونهم مخبرين.

قادة أطراف النزاع

وأوضح التقرير أن قادة رئيسيين في الجيش والقوة المشتركة المتحالفة معه والدعم السريع أشرفوا على العمليات العسكرية في الفاشر.

وأفاد بأن قائد الدعم السريع في شمال دارفور النور القبة أشرف على العمليات في الفاشر، إلى جانب علي يعقوب الذي قُتل في 14 يونيو 2024، حيث حل محله جدو حمدان ابنشوك.

وذكر أن الفريق محمد أحمد الظافر، ورجله الثاني بخيت عبد الكريم دبجو الذي ينحدر من قبيلة الزغاوة وكان عضوًا سابقًا في حركة العدل والمساواة، تولى قيادة الجيش في الفاشر بشكل مباشر.

وقال التقرير إن القوة المشتركة الموالية للجيش تعمل منذ مايو السابق في إطار هيكل قيادة وتحكم متكامل، يضم قادة رئيسيين من مختلف الحركات الدارفورية الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، منهم جمعة حقار وعبد الله جنا وعبود آدم خاطر.

حرب المسيّرات

ولاحظ فريق الخبراء، منذ اشتداد القتال في الفاشر، استخدام الطائرات المسيّرة في الأنشطة القتالية والاستطلاعية من جانب الدعم السريع من الدرجة الأولى، كما استخدم الجيش طائرات استطلاع مسيرة بشكل متقطع.

وقال إن القوة المشتركة أعربت عن استيائها من محدودية إمكانية الحصول على الطائرات المسيرة، مما “يثير مخاوف من أن عدم التكافؤ في هذا المجال قد يُشكل شرارة انطلاق سباق تسلح على المسيرات في دارفور”.

وعقد فريق الخبراء اجتماعات مع مؤسسات الحكومة والحركات المسلحة، كما أجرى مقابلات مع الدعم السريع وممثلون من المجتمع المدني وضحايا العنف وشهود العيان، علاوة على لقاءات مع ممثلين من وكالات الأمم المتحدة والسلك الدبلوماسي.

sudantribune.net