8 صحافيين مصريين يتنافسون على منصب نقيب الصحافة

يتنافس 8 صحافيين مصريين على منصب نقيب الصحافة، الجمعة، في انتخابات التجديد النصفي لبعض مقاعد مجلس النقابة، ومقعد النقيب، وسط منافسة محتدمة بين المرشحين، ووعود بإصلاحات مالية واجتماعية للصحافيين.
ودعت اللجنة المشرفة على الانتخابات أعضاء النقابة إلى التصويت، الجمعة، بعد تأجيل الانتخابات 4 مرات، نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني، وذلك بحضور 25 في المائة على الأقل من إجمالي مَن يحق لهم التصويت، وعددهم 10 آلاف و224 صحافياً، بينهم 187 صحافياً بفرع النقابة في محافظة الإسكندرية (شمال مصر).
وبدأت النقابة دعوة أعضائها للتصويت في الانتخابات، بدايةً من 7 مارس (آذار) الماضي، في حين كان الإرجاء الأخير للاقتراع يوم 18 أبريل (نيسان) الماضي.
وينافس في الانتخابات 51 مرشحاً، بينهم 8 على مقعد النقيب؛ حيث تتركز المنافسة بين النقيب الحالي خالد البلشي، والنقيب الأسبق عبد المحسن سلامة، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر، في حين ينافس 43 مرشحاً على عضوية المجلس، ينتمون إلى مؤسسات صحافية مختلفة، ما بين قومية وحزبية ومستقلة. وتُجرى انتخابات «نقابة الصحفيين» المصرية، كل عامين، لاختيار اسم النقيب، و6 من أعضاء المجلس، يشغلون مقاعدهم لمدة 4 سنوات، وفق قانون النقابة.
وسيُجرى التصويت والفرز بإشراف قضائي كامل، داخل 23 لجنة انتخابية، وفق اللجنة المشرفة على الانتخابات. وتحتدم المنافسة على مقعد النقيب بين عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام» الحكومية الأسبق، وخالد البلشي، المحسوب على تيار اليسار المعارض، لا سيما مع تقديم كلا المرشحين وعوداً بتحسين الأوضاع الاقتصادية للصحافيين.
وتعهّد سلامة، الذي سبق أن تم انتخابه نقيباً للصحافيين في مارس (آذار) 2017 لمدة عامين، برفع قيمة «بدل الصحافيين»، الذي تمنحه الحكومة بـ«نسب غير مسبوقة»، كما أعلن عن توفير وحدات سكنية في عدد من المدن الجديدة، وتخصيص نحو 20 ألف فدان أراضي زراعية، يمكن لأعضاء النقابة استثمارها والاستفادة منها بتسهيلات.
والتقى سلامة، وزير المالية المصري، أحمد كجوك، الأربعاء، وقال إنه بحث معه «سُبل تنمية موارد (نقابة الصحفيين)، بشكل مستدام، والعمل على رفع مستوى معيشة أعضائها، من خلال توفير حزمة اقتصادية متكاملة».
في المقابل، دعا البلشي إلى «فصل زيادة قيمة (بدل الصحافيين) عن انتخابات النقابة، منعاً لاستغلاله لصالح مرشح بعينه»، وتعهّد في مؤتمر صحافي للإعلان عن برنامجه الأسبوع الماضي، بـ«التفرغ للعمل النقابي»، وأشار إلى «بدء العمل في إقامة مشروع مدينة سكنية للصحافيين».
وقال نقيب الصحافيين المصريين الأسبق، يحيى قلاش لـ«الشرق الأوسط» إن «الانتخابات الحالية تشهد حالة استقطاب، وحِدّة في الخطاب المُستخدم، الذي يبعد عن ملفات النقابة الرئيسية، وأهمها قضايا الحريات».
ودعا قلاش إلى «ضرورة الحفاظ على وحدة الجمعية العمومية للنقابة، وعدم تقسيمها أو تصنيفها، حسب اتجاهات سياسية أو نقابية». وحذّر من «ربط الخدمات المعلنة من المرشحين بالانتخابات»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن فصل (نقابة الصحفيين) عن الشأن العام؛ حيث هناك قضايا يجب أن تنخرط بها، مثل الدفاع عن القضية الفلسطينية».
في المقابل، أكّد رئيس تحرير «مجلة السياسة الدولية» الصادرة عن مؤسسة «الأهرام» الحكومية، أحمد ناجي قمحة، لـ«الشرق الأوسط» أن «انتخابات النقابة تأتي عند مفترق طرق لأعضائها، ما يفرض اختيار مرشحين يمتلكون القدرة على مواجهة تحديات مهنة الصحافة، وتطوير مهارات العمل الصحافي، بعيداً عن تسييس العمل النقابي».
ووفق رئيس تحرير صحيفة «الشروق» المصرية الخاصة، عماد الدين حسين، تركز برامج المرشحين في انتخابات الصحافيين على «توفير خدمات متنوعة لأعضاء النقابة بسبب الأعباء الاقتصادية».
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «من الظواهر اللافتة في الانتخابات تطور المنافسة بين المرشحين إلى استهداف شخصي، وليس خلافاً على أفكار وبرامج». وانتقد عدم تركيز برامج المرشحين على «جوانب إنقاذ مهنة الصحافة من التحديات التي تواجهها».
aawsat.com