مقال ⁄سياسي

إنجاز مبهر بمذاق انتصارات الجيش الساحقة

إنجاز مبهر بمذاق انتصارات الجيش الساحقة

  .عبد الحفيظ عبدالقادر 

لقد اعجبني ما لفت إليه الإنتباه  و اعتبره  الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المتفرد أسامة عبد الماجد انجاز تاريخي بمصاف انتصارات معركة الكرامة ، التبنى الجرئ و المضي قدماً في إنفاذ  تنظيم امتحانات الشهادة الثانوية و بإعلان نتيجة هذه الامتحانات تكون هذه العملية التعليمية التربوية المصيرية لابنائنا الطلاب  وأسرهم قد أصابت الهدف و حققت المرام فى المسيرة الاكاديمية و التعليمية لهولاء الابناء ( بنين و بنات ) و تبدد القلق والتوتر الذى مسي الاباء والامهات منذ اندلاع هذه الحرب اللعينة و حتى اكتمال أداء هذه الامتحانات دون وقوع ما يعكر صفوها رغم ما تفرضه الحرب فى محيطها من مهددات لا حصر لها و ثم لحظة اعلان هذه النتائج الطيبة و اكتمال الانجاز الباهر المشهود للجميع ، الطلبة والطالبات وأسرهم ، المجتمع والدولة السودانية فى مختلف أجهزتها الأمنية والمدنية فى كافة مستوياتها الاتحادية و الولائية و المحلية التى شاركت فى تحقيقه و في طليعتها وزارة التربية والتعليم و على وجه الخصوص مجلس امتحانات السودان ثم قبيلة المعلمين و هم أكثر الناس فرحا بنجاح طلابهم  و لحصادهم ثمار غرسهم الطيب النافع و هو إنجاز مستحق لاهل السودان و شعبه الصابر المحتسب الذي أدرك الفرح فى اكثر لحظات الالم والوجع و يحق لهذا الشعب ان ينتشى و يبتهج بنجاح أبنائه وانتصارات جيشه لأنها هبة و رزق موعود من خالق الكون و العباد ، أما العنصر الثاني الذي صنفه استاذنا الكريم أسامة عبد الماجد بانه إنجاز مهم هو تغيير العملة و لا شك فى ذلك فقد وقع فى وقت بالغ الحرج و التعقيد و لكنه حقق نجاحات مهمة و جديرة بالثقة والاحتفاء ولكن تنتظره محطات مهمة و خطيرة فى الولايات التي ما زالت تخيم عليها حمى متلازمة التمرد الوخيمة فى غرب البلاد اما ولايات الوسط التى تعافت بحمد و فضله تشهد هذه الأيام استعدادات ملحوظة لانطلاقته فىها

           إن هذا النجاح الباهر المشهود الذى تحقق بعزيمة ماضية لرجال و نساء كانوا يدركون و يعايشون حقائق الواقع الحزبن الذي تشهده بلادنا و كانت فى ذلك الوقت الذي صدر فيه القرار بإجراء هذه الامتحانات في اسوء أحوالها و رغم ذلك تحملوا المسؤولية التاريخية وانطلقت التحضيرات على قدم وساق لذلك يتعين أن نكيل لهم الشكر و الثناء و العرفان للأساتذة الاجلاء فى مجلس امتحانات السودان و فى مقدمتهم المغفور له الأستاذ محمود سر الختم الحورى وزير التربية والتعليم المكلف السابق وأركان حربه الدكتور احمد الحليفة عمر وكيل الوزارة الذي سار بالعملية على ذات المسارات و بذات النهج القويم الذي به تحقق هذا الإنجاز الملهم. 

          نعم كان انجاز بطعم الانتصارات الحاسمة و الساحقة لجيشنا والقوات المتحالفة معه على عصابات التمرد الإرهابية ،  انجاز غير مسبوق وفقاً للمعايير والمقاييس المعتمدة في الأحوال العادية فكيف سيكون التقدير إذا كانت الأوضاع التي أجريت فيها كانت غير عادية.

         كان انجاز متفرد لرجال ونساء متفردون لم يكن لقبيلة المعلمين فيه الا قيادة و ريادة العملية فنياً و مهنياً و لكن كان دائما وابدا من خلفهم رجال ونساء تحملوا أعباء و مسؤوليات غاية في الأهمية فى مختلف الخدمات التأمينية واللوجستية.

           بعد إعلان هذه النتائج وردت أنباء عن مزاعم بحدوث أخطاء فنية و تقنية تضرر منها عدد من الطلاب و حيال ذلك قدم وكيل وزارة التربية والتعليم د.احمد خليفة عمر إيضاحات قوية فى مقابلة تلفزيونية بددت فيها كل الشكوك المثارة و قال أن نتائج الشهادة الثانوية السودانية مرت بمراحل دقيقة و محكمة، بدءًا من إعداد الامتحانات وحتى التصحيح والرصد، مشددًا على انعدام فرص الخطأ في عملية بهذا المستوى من الانضباط، ولو بنسبة ضئيلة جدًا، طبقًا لما ورد.

مؤكدا أن نتائج الشهادة الثانوية السودانية مرت بمراحل دقيقة ومحكمة

          و كشف عن أن ما يزيد عن ستة آلاف معلم شاركوا في عمليات التصحيح، إلى جانب ألفي معلم آخر في الكنترول، مؤكدًا أن النتائج التي تم إعلانها قد خضعت لمراجعة مزدوجة، الأولى عبر لجنة من المختصين، والثانية من مجلس امتحانات السودان الذي صادق عليها في اجتماعه صباح الخميس الماضي. 

          واعتبر د. الخليفة أن هذه الدورة من الامتحانات جاءت في ظل ظروف بالغة الصعوبة، مشيرًا إلى محاولات مستمرة من جهات تابعة للمليشيا المتمردة  من أجل عرقلة سير الامتحانات، ثم التشكيك في نتائجها بعد فشلهم في منع انعقادها. وقال: "هناك حملة منظمة تستهدف تقويض فرحة السودانيين بالنتيجة، والتشويش على مصداقيتها".

            و في سياق متصل، أشار الخليفة إلى تداول إشاعة مفبركة تتعلق بالطالبة شمس الحافظ، زُعم فيها أنها أُدرجت ضمن قائمة الأوائل، وهو أمر غير دقيق. لكنه في المقابل، أشاد بها ووصفها بأنها "رمز للتحدي"، بعد أن قطعت آلاف الكيلومترات للوصول إلى مدينة الدامر لأداء الامتحان.

           واختتم وكيل الوزارة حديثه بالتأكيد على أن شهادة المرحلة الثانوية في السودان تملك اعترافًا أكاديميًا راسخًا، وتحظى بثقة المؤسسات التعليمية الإقليمية والدولية، مشددًا على أن ما جرى هو ثمرة عمل مؤسسي صارم استمر لسنوات طويلة.

           بعد هذا النجاح المبهر والملفت يتعين النظر في ترفيع مجلس امتحانات السودان إلى هيئة مستقلة كديوان المراجع العام  ، يكون مسؤولاً  إلى جانب إشرافه على امتحانات الشهادة الثانوية يكون مشرفا على امتحانات لجنة الاختيار للخدمة العامة وامتحانات معادلة المهنة للقانونيين و الأطباء والمهندسين و المعلمين والصحفيين والمحاسبين وغيرهم و ذلك لتأكيد قيم الحياد والموثوقية والمصداقية والكفاءة و النزاهة و الانضباط التى يتحلى بها و ظلت ملاذمة له عبر السنوات الطويلة و الحقب منذ نشأته.