خبر ⁄سياسي

الرئاسي اليمني يؤكد جاهزية المواني المحررة لاستقبال الوقود

الرئاسي اليمني يؤكد جاهزية المواني المحررة لاستقبال الوقود

بالتزامن مع أزمة الوقود الخانقة في مناطق سيطرة الحوثيين عقب إفشال المقاتلات الأميركية محاولة الجماعة إفراغ حمولة 13 سفينة في ميناء رأس عيسى بطريقة بدائية، أكد مجلس القيادة الرئاسي اليمني جاهزية المواني المُحرَّرة لاستقبال المشتقات النفطية والواردات التجارية، وتسهيل تدفقها إلى جميع مناطق البلاد.

وأفاد الإعلام الرسمي بأن مجلس القيادة الرئاسي اجتمع، بحضور رئيس الحكومة الجديد سالم بن بريك، ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي، ورئيس الفريق الاقتصادي حسام الشرجبي، وناقش مستجدات الأوضاع الاقتصادية والخدمية والأمنية والإنسانية التي فاقمتها هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية.

واستمع مجلس الحكم اليمني إلى إحاطات من المسؤولين الثلاثة، ومعهم وزير الصناعة والتجارة، بشأن الوضعَين الاقتصادي والخدمي في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المُحرَّرة، بما في ذلك الإجراءات المنسقة بين الحكومة والسلطات المحلية؛ لتحسين إمدادات الوقود، والقدرات التوليدية للمنظومة الكهربائية، ومعالجة الاختلالات في هذا القطاع الحيوي.

وتضمَّنت الإحاطات مؤشرات الأداء المالي والنقدي، والمتغيرات المتعلقة بأسعار العملة الوطنية والسلع الأساسية، والسياسات والقرارات المقترحة لتقوية وتعزيز دور الحكومة في مواجهة هذه التحديات، وتحسين مواردها وأدائها التنفيذي على المستويين المركزي والمحلي.

حريق في مصنع يمني خاضع للحوثيين في الحديدة إثر غارات إسرائيلية (رويترز)

كما تطرَّقت التقارير إلى مستوى جاهزية المواني لاستقبال المشتقات النفطية والواردات التجارية، وتسهيل تدفقها لتحسين الموارد الاقتصادية، والتخفيف من المعاناة الإنسانية في جميع أنحاء البلاد.

وبحسب الإعلام الرئاسي، وقف الاجتماع أمام الجهود الحثيثة لمكافحة الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة، وأثنى على إنجازات الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة في مختلف المحاور؛ لردع وضبط شحنات الأسلحة الإيرانية المهرّبة للحوثيين والتنظيمات الإرهابية.

وجدَّد مجلس الحكم اليمني التزام الدولة بتحمُّل كامل مسؤولياتها لمعالجة الاختناقات في بعض الخدمات الأساسية، وتحسين الموارد، ودعم إجراءات الحكومة والبنك المركزي؛ لاستعادة السيطرة على السوق، وإنهاء التشوهات النقدية.

كما استمع «الرئاسي اليمني» إلى تحديث حول الموقف الميداني على امتداد مسرح العمليات، ومستوى الجاهزية القتالية، وتشارك المعلومات، والإجراءات المتخذة في ضوء قرار وحدة الجبهات، إضافة إلى الجهود الأمنية والعسكرية المشتركة لردع الاعتداءات الحوثية، ومكافحة الإرهاب.

أزمة وقود

كان الطيران الأميركي واصل، وعلى مدى الأيام الأربعة الماضية، منع الحوثيين من إفراغ حمولة 13 سفينة من الوقود في ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر بطريقة تقليدية، من خلال استخدام خزانات متحركة، بعد أن استُهدف الميناء بسلسلة من الغارات لتنفيذ قرار واشنطن بمنع استقبال أو تصدير الوقود من أي ميناء يخضع لسيطرة الحوثيين.

وفوجئ سكان صنعاء، والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة، بإغلاق محطات بيع الوقود، وإعلان الحوثيين العودة للعمل بنظام الطوارئ الذي كان معمولاً به قبل سنوات عدة، رغم أن الشركة التي يديرونها كانت قد نفت وجود أي أزمة، وقالت إن لديها مخزوناً كافياً من الوقود.

محطات بيع الوقود أغلقها الحوثيون بشكل مفاجئ مع بداية الأزمة (إعلام محلي)

وأعلنت الشركة، بعد ساعات من تلك التطمينات، أنها وفي ظل المستجدات الطارئة، اضطرت إلى تفعيل خطة الطوارئ في محطاتها ومحطات وكلائها كافة، وذلك بهدف إدارة المخزون المتاح حالياً بشكل مؤقت، إلى حين تَمكُّن السفن من الرسو على الأرصفة واستئناف عمليات التفريغ.

وبرر الحوثيون هذا الإجراء بأنه نتيجة استمرار الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت الشركة الحيوية، حيث شنَّ الطيران مساء الخميس، الموافق 17 أبريل (نيسان)، سلسلة غارات أدت إلى تدمير جميع منصات التعبئة وأنابيب تفريغ السفن.

وزعم البيان الحوثي أنه ورغم جسامة الأضرار، فإن الفريق الفني التابع للشركة تمكَّن من إعادة تشغيل المنشآت خلال 5 أيام فقط، واستئناف العمل فيها، واستمرَّ موظفو الشركة في أداء واجبهم تحت التهديد وتحليق الطيران.

استهداف متكرر

وفق بيان شركة النفط الخاضعة للحوثيين، فإنه وخلال مساء 25 أبريل، عاود الطيران استهداف منشآت رأس عيسى بسلسلة جديدة من الغارات، مما أدى إلى إخراج المنشآت عن الخدمة مجدداً، وتضرَّرت سفينة نقل البنزين «سيفن بيرلس» وأُصيب 3 من طاقمها يحملون الجنسية الروسية بشظايا الصواريخ الأميركية.

صورة للتعليمات الجديدة لشركة النفط التابعة للحوثيين (إعلام محلي)

وقالت إنه ورغم المخاطر، باشر الفريق الفني أعمال الصيانة في اليوم التالي، وتمت إعادة المنشآت للخدمة خلال ساعات، إلا أن الطيران عاود تنفيذ غارات جديدة على المنشآت، مما اضطر السفن الموجودة على الأرصفة إلى التراجع إلى غاطس الميناء.

وأقرَّت شركة النفط، التي يديرها الحوثيون، بأنه ومنذ ذلك الحين، لا يزال الطيران الأميركي يواصل استهداف ميناء رأس عيسى بشكل شبه يومي، في محاولة مستمرة لتعطيل أي جهود لإعادة تشغيله، وكانت آخر غاراته قد نُفِّذت مساء الاثنين.

وعلى الرغم من أن الضربات الإسرائيلية خلال العام الماضي كانت قد دمَّرت خزانات الشركة كافة، فإن الحوثيين قاموا بتفريغ الشحنات إلى ناقلات النفط مباشرة دون استخدام الخزانات الأرضية.

وفي حين جدَّدت الشركة جاهزيتها لاستقبال السفن وتفريغها فور تَمكُّنها من الدخول والربط في أرصفة الميناء، ذكرت أن الضربات الأميركية لن تثنيها عن مواصلة الأداء، وأنه وفق تقنين الحصص التموينية، ستحصل كل سيارة على 40 لتراً من البنزين في كل أسبوع، ولكن بعد الوقوف في طوابير طويلة قد تستمرُّ لنصف يوم.

aawsat.com