خبر ⁄سياسي

السودان يستقبل مساعدات إنسانية جديدة من تركيا

السودان يستقبل مساعدات إنسانية جديدة من تركيا

الخرطوم- استقبلت مفوضية العون الإنساني في السودان دعما إنسانيا اليوم قدمته هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، بحضور السفير التركي الفاتح يلدز، ودشنته مفوضة العون الإنساني سلوى آدم بنية، واحتوت المساعدات على مواد غذائية وإيوائية، من المتوقع أن تصل إلى كل ولايات السودان خلال الفترة المقبلة.

وقال الممثل القُطري لهيئة الإغاثة التركية عثمان الجيلي محمد للجزيرة نت إن هذه السفينة تمثل الدعم الخامس للسودان، وإن الباخرة تشمل 110 حاوية، بما يعادل 1605 أطنان من المساعدات الإنسانية، نصفها مواد غذائية، و30% منها مواد إيوائية وغير إيوائية، والبقية ملابس وأنواع أخرى من المساعدات.

وقال عثمان إن "عمليات المسح التي تمت من قبل هيئة الإغاثة الإنسانية أوضحت أن 14 ولاية بحاجة فعلية للمواد الغذائية، وسيتم توزيع المساعدات عليها" وأضاف أن أبرز الأماكن احتياجا هي المناطق التي تم تحريرها مؤخرا، والتي تشهد عودة النازحين إلى مناطقهم.

السفير التركي بالسودان الفاتح يلدز ومفوضة العون الإنساني بالسودان سلوى آدم بنية استقبلا المساعدات (الجزيرة)

أولوية المساعدات

وخلال تدشين المساعدات، قال السفير التركي في السودان الفاتح يلدز إن سفينة المساعدات الإنسانية هذه تعد الرابعة منذ وصوله للسودان، وإن الحكومة التركية سبق أن أرسلت سفينتي مساعدات إنسانية، وأضاف: "نحن نسمي أي سفينة قادمة من تركيا تحمل مساعدات لإخوتنا في السودان بسفينة الخير".

وأكد السفير أن المساعدات التي وصلت اليوم إلى مدينة بورتسودان بلغت 57 حاوية مواد غذائية، و32 حاوية ملبوسات، و18 حاوية مستلزمات نظافة، و3 حاويات بطانيات.

وقال إن هيئة الإغاثة التركية تعد من أكبر المنظمات الموجودة في تركيا؛ حيث أحضرت 230 حاوية، تحوي 4760 طنا، وأكد أن هذه لن تكون المرة الأخيرة التي سيستقبل فيها السودان مساعدات من تركيا، حيث وعد باستمرار "سفن الخير والإحسان" من تركيا، تعزيزا للأخوة بين الشعبين.

إعلان

من جهته قال ممثل مدير هيئة الموانئ البحرية المهندس عبد الله حسين إن الهيئة تعتبِر سفن المساعدات الإنسانية ذات أولوية، "حيث يتم استقبالها عند وصولها مباشرةً، ويتم حجز أماكن وإمكانيات إضافية ليتم تفريغها في موقع مناسب"، موضحا أنه يتم كشف الحاويات ووضعها في أماكن بالقرب من الأبواب الرئيسية تمهيدا لنقلها.

كما أشار إلى أن الهيئة تعمل على نقل المساعدات الإنسانية التي وصلتها، من خلال سحبها وشحنها حتى تصل لمستحقيها، مؤكدا على الدور الأساسي الذي تقوم به إدارة الموانئ بمنح سفن المساعدات الإنسانية الأولوية وتمييزها، لتسهيل عمليات نقل وتفريغ الحاويات.

تعمل مفوضية العون الإنساني على تسلم الإغاثة من المانحين وتسليمها للمحتاجين (الجزيرة)

حاجة مستمرة

من جهتها قالت مفوضة العون الإنساني بالسودان سلوى آدم بنية إن البنية التحتية في كل ولايات السودان قد تدمرت بفعل الحرب؛ وإن "السودان يحتاج في المرحلة القادمة من إعادة الإعمار إلى خدمات، وهو ما يتطلب وقفة من الدول الصديقة والشقيقة للسودان، خصوصا مع عودة النازحين واللاجئين السودانيين إلى مناطقهم".

وقالت للجزيرة نت إن "الإغاثة لا بد من أن تصل إلى كل ولايات السودان، سواء كانت تحت سلطة الحكومة السودانية أو تحت إدارة الدعم السريع"، وأضافت أنهم يسعون نحو إيصال المساعدات الإغاثية لدارفور، بمساعدة المنظمات الأممية الموجودة والعاملة في السودان، مؤكدة ذلك بقولها إن "حكومة السودان وفرت الإغاثة، وعلى المنظمات إيصالها للمناطق الأكثر احتياجا".

ونفت المفوضة أن تكون هناك "فجوة في المساعدات الإنسانية" أو أن يكون هناك اعتراض أو عرقلة من من قبل مؤسسات الدولة السودانية، وقالت "إذا كان هناك عرقلة وإعاقة للمساعدات فهي من قِبل مليشيا الدعم السريع"، وأضافت أن الأزمة تتطلب إيصال المساعدات للمناطق الأكثر احتياجا فقط، وأن مهمة المفوضية هي استلام الإغاثة من المانحين وإيصالها للمحتاجين.

إعلان

وقامت مفوضة العون الإنساني بتسليم السفير التركي مسودة توضح طريقة توزيع المساعدات على ولايات السودان المختلفة، مؤكدة أن "كل الولايات محتاجة للمساعدات الآن، وأن حكومة السودان تقوم بترحيل المساعدات إلى المناطق التي تحتاج إليها"، وقالت للجزيرة نت إن والي الخرطوم يقوم اليوم بتدشين المساعدات، وإن الإغاثة وصلت إلى مناطق أم روابة، والرهد والخرطوم، وجنوب كردفان.

وأشارت إلى وصول إخطار من السفير التركي بوصول شاحنات مساعدات إنسانية عن طريق مصر من تركيا، وأكدت أن السودان جاهز لاستقبال تلك الشاحنات، والتي يبلغ عددها التقريبي 154 شاحنة، تحتوي على خيام وبعض المواد الغذائية، وأضافت أنهم جاهزون لتوزيعها مع لحظة دخولها للسودان.

ومع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، يزداد الوضع الإنساني تعقيدا في المناطق التي ما زالت تشهد اشتباكات نشطة؛ حيث يعاني سكان مناطق شمال دارفور والفاشر من حصار مستمر منذ أكثر من عام مع تكرار الهجمات عليها، الأمر الذي فاقم من تأزم الوضع الإنساني وفق المنظمات الأممية.

aljazeera.net