خبر ⁄سياسي

حرب غزة وتعميق التعاون الثنائي يتصدران أجندة السيسي في روسيا

حرب غزة وتعميق التعاون الثنائي يتصدران أجندة السيسي في روسيا

يتصدر تعميق التعاون الثنائي بين مصر وروسيا، ومستجدات «الحرب في غزة»، أجندة لقاءات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته لموسكو. ووصل السيسي، الخميس، إلى مقر إقامته في العاصمة الروسية للمشاركة، الجمعة، في الاحتفال بالذكرى الـ80 لـ«عيد النصر» تلبية لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ووفق إفادة لوكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، يلتقي السيسي مع نظيره الروسي، مساء الجمعة. ويقام صباح الجمعة العرض العسكري بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين للانتصار بالساحة الحمراء بموسكو، ويتوجه رؤساء الوفود بعدها إلى النصب التذكاري لقبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندروفسكي... ويضع السيسي والرؤساء المشاركون في الاحتفال الزهور على النصب التذكاري، ثم تؤخذ الصورة الجماعية للرؤساء المشاركين.

وقال السفير المصري لدى روسيا، نزيه النجاري، إن دعوة السيسي للمشاركة في «عيد النصر» تعكس العلاقة الوطيدة والمودة التي يكنها نظيره الروسي له. وأضاف النجاري خلال حوار لقناة «النيل» بالتلفزيون المصري، أوردته وكالة «أنباء الشرق الأوسط»، الخميس، أن زيارة الرئيس السيسي إلى موسكو ستكون فرصة مواتية لإجراء مشاورات حول العلاقات الثنائية، والأوضاع على الساحتين الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع في غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر، والضغوط التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الذي يسعى إلى تقرير مصيره والحصول على حقه في امتلاك دولته.

وأكد النجاري أن «مصر كانت دائماً في خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية»، وأن الرئيس السيسي يقوم بجهد كبير في هذا الشأن، منوهاً بأن روسيا لها دور في الساحة الدولية، ودور تاريخي تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما يتطلب تنسيقاً وتشاوراً بين الرئيسين حول ما يمكن عمله لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم.

وكان قد تم الإعلان في 15 يناير (كانون الثاني) الماضي، عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل و«حركة حماس» ينفذ على ثلاث مراحل بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية؛ ليبدأ سريان الاتفاق في 19 يناير الماضي. وانتهت المرحلة الأولى بعد 42 يوماً منذ بدء سريان الاتفاق دون التوصل لاتفاق بتثبيت وقف إطلاق النار أو هدنة.

فيما تواصل مصر جهودها للعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان تنفيذ مراحل الاتفاق الثلاث، بما يضمن إطلاق سراح الرهائن والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى قطاع غزة.

نساء وأطفال غزيون نازحون يركبون على ظهر سيارة مع أمتعتهم أثناء عبورهم ممر نتساريم بغزة في وقت سابق (أ.ف.ب)

كما أكدت سفارة️ روسيا في القاهرة ترحيبها بوصول السيسي إلى موسكو؛ للمشاركة في احتفالات «عيد النصر». وقالت السفارة في بيان لها، الخميس، إن روسيا تستقبل «الرئيس السيسي صديقاً قديماً وعزيزاً». وأعربت السفارة عن اقتناعها بأن الاحتفال المشترك بالذكرى السنوية للنصر في 9 مايو (أيار) الحالي، والمحادثات على مستوى القمة المقررة إجراؤها في (يوم الجمعة) سيعطيان دفعة قوية جديدة للشراكة الروسية - المصرية القائمة على التعاطف المتبادل العميق بين الشعبين والعلاقات المتينة والوثيقة بين القائدين.

عودة إلى السفير المصري لدى روسيا، الذي أشار إلى أن المحادثات بين الرئيسين الروسي والمصري ستتناول الأوضاع في السودان وليبيا وسوريا، على أساس أن مصر لها دور تاريخي في استقرار المنطقة، ويهمها أن يكون محيطها الإقليمي مستقراً بقدر الإمكان، وأن تعيش الشعوب العربية الشقيقة في حالة سلام واستقرار.

وبحسب الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، أخيراً، فقد اكتسبت العلاقات المصرية - الروسية قوة دفع قوية جديدة في عهد الرئيس السيسي حتى باتت أكثر تميزاً في ظل الظروف الدولية الراهنة التي تتسم بعدم الاستقرار، وقد ارتبطت علاقات مصر مع روسيا بالظروف السياسية على المستوى الدولي التي كان لها دور كبير في التقارب المصري - الروسي.

تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا نمواً كبيراً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحول ما يتعلق بالمشروعات القائمة بين مصر وروسيا، قال النجاري إن الرئيسين يعطيان دفعة كبيرة من خلال الإرادة السياسية القائمة لإنجاز هذه المشروعات بالسرعة الواجبة والدقة اللازمة، وهو أمر محل تشاور بينهما، منوهاً في الوقت ذاته بأن «موسكو تولي اهتماماً كبيراً بالمنطقة الصناعية الروسية في مصر».

وأكد أن عضوية مصر في تجمع «بريكس» يأتي تأكيداً لدورها الاقتصادي في التجارة والاستثمار، وسيحمل كثيراً من الخير لمصر مستقبلاً، حيث يتيح للدولة المصرية التشاور حول ما يمكن اتباعه من سياسات لجلب مزيد من الاستقرار للاقتصاد العالمي، ومن ثم اقتصاد الدول الأعضاء عبر تعزيز التعاون بينها في مجالات التجارة والاستثمار والتبادل التكنولوجي.

وتشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا نمواً كبيراً، حيث سجل التبادل التجاري بين البلدين مستوى قياسياً جديداً، حيث بلغ 8 مليارات دولار في عام 2024، بحسب السفارة الروسية في القاهرة، أخيراً، (الدولار الأميركي يساوي 50.6 جنيه في البنوك المصرية).

aawsat.com