مقال ⁄سياسي

بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية..الاتحاد الدولي للمثقفين والإعلاميين والصحفيين يقول كلمته

كتب . السفير الدكتور .فضيل حلمي عبدالله

٧٧ عاماً على النكبة و لايزال الفلسطينيون يكرسون مقاومتهم لتحقيق حلم العودة..

شكل حضور اللاجئين الفلسطينيين في الفترة الماضية نجاحاً كبيراً في دول اللجوء والشتات منعطفاً جديداً وسابقة من خلال العمل الوطني النضالي, وخاصة من خلال الحراك الشعبي والرسمي, وذلك ضمن تحرك ثقافي وإعلامي تتوج ضمن  مؤتمرات وملتقيات عربية ودولية,

فقد تعهدت الدول الداعمة وبشكل خاص الاتحاد الأوروبي بأحترام إختيار اللاجئين بحقهم بالعودة إلى ديارهم التي هجروا  منها في عام 1948 قهراً.

وجاءت تلك المؤتمرات والملتقيات والمنتديات العربية والدولية لتعزيز هذا الحق وتضغط على الكيان الصهيوني في تطبيق هذا الاختيار الذي ينصف حق اللاجئين بالعودة.

ولكي يتحقق هذا الحق, على المجتمع الأوروبي  إتباع سياسة عزل سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي على هذا العدو الصهيوني الرافض للاستجابة لهذا الحق..

ثم فرض ضغوطاً من قبل الولايات المتحدة الأميركية لتطبيق هذا الإختيار, وفي نفس الوقت دعمت معظم الحكومات الأوروبية هذه السياسية الأميركية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني, ولنهج الأطراف السياسية الفلسطينية التي تؤمن بالمقاومة والتي برامجها تجمع بين مختلف أشكال النضال المقاوم والسياسي من أجل دحر الاحتلال الصهيوني الغاشم عن فلسطين وعودة اللاجئين, وإزاء هذا الوضع هناك سؤال يطرح نفسه علينا بقوة: هل سيتحقق حلم العودة؟.....

في وثائق حقوف الإنسان الدولية, يحق لكل إنسان مغادرة وطنه والعودة إليه متى يريد..

ويحق لأي شعب تحت الاحتلال مقاومة هذا الاحتلال بكل الوسائل المتاحة له بما فيها الكفاح المسلح وليس هناك عمل محظور في النضال المسلح, ولا يحق لأي حالة أو جهة دولية واحدة نزع سلاح المقاومة قبل إنجاز البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني, وهذا حال حركتنا الوطنية الفلسطينية..

لاشق في أن أمر قائم تحتكر فيه سلطة الاحتلال السائدة العنف ضد المقاومة وشعب المقاومة وهي في نفس الوقت تناهض فكرة حلم اللاجئين..

فهل من الممكن لشعب احتلت أرضة وطرد من وطنه ليعيش مشرداً لاجئاً في دول العالم دون أن يقاوم هذا المحتل الغاصب ويقبل بالظلم الواقع عيله؟!..

المقاومة عندما تكون دفاعاً عن وجودها وعن حق الشعب بنيل الحرية والاستقلال فهو مشروع تحرري بكل المقاييس, الأمر الذي يذكرنا بمقولة الرئيس القومي الراحل جمال عبد الناصر( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلابالقوة), ففي هذه الثقافة ثقافة المقاومة هناك تأكيداً لحق العودة, ولقد عرف الشعب الفلسطيني بأن هناك دور كبير وداعم من الدول المؤيدة لحقوق الشعب العربي الفلسطيني بما فيها حقه بالعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس, و خاصة الجمهورية العربية السورية, و جمهورية الجزائر، واليمن, و تونس الخضراء، و العراق ، ومصر والأردن ولبنان وليبيا، هذه الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية و مقاومة الشعب الفلسطيني , و الشعوب العربية العربية المغتصبة أراضيها..

ويأتي هذا الدعم تأصيلاً منهم بحق المقاومة في مناهضة الاحتلال, وأعتبار المقاومة هي المخزون التراثي والثقافي المتطور وهي القاموس اللغوي والاجتماعي وهو المفهوم السائد لدى اللاجئين في مواجهة المشروع الانهزامي, مما يتيح للاجئين الحق في مقاومة هذا المشروع الأمر الذي يجعل دول المواجهة أن تدعم المقاومة واستمرارية نهجه المقاوم انطلاقاً من مصلحة الشعب الفلسطيني بما يجيز له التخلص من الاحتلال والظلم والإرهاب المنظم الذي تمارسه حكومة الاحتلال الصهيوني باعتبار المقاومة المسلحة هي المرحلة الأخيرة للاحتجاج ضد الهيمنة الصهيونية في فلسطين, وقد أصبحت المقاومة هي المرجعية النضالية للعديد من حركات التحرر العربية في الدول المحتلة أراضيها من قبل الكيان الصهيوني و من ورائه..

وقد جاء في وثيقة جنيف لعام 9/6/1793 نص يحق للإنسان والمواطن حقه في الحرية وفي الأمن, وله الحق في مقاومة الظلم والاستبداد وهذا إقرار بأن حق الشعوب في الدفاع عن نفسها وهذا يعني أيضاً حق الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال الصهيوني, وهذه مسؤولية دولية, فمن الطبيعي أن تشعر بعض الدول العربية والإسلامية بعدم الأمان وهي ترى ةتشاهد الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع أشكال الاضطهاد والإرهاب المنظم والممنهج من الكيان الصهيوني المصطنع الذي تم زرعه في المنطقة من قبل الإمبريالية الاستعمارية العالمية ليكون أكبر مشروع عدواني احتلالي استيطاني في العالم وهي تقف مكتوفة الأيدي..

إن المفهوم الأخلاقي لدعم المقاومة يعتبر مثالاً يحتذى به ويفتح به مجالاً واسعاً في حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة, فمن المعيب أن تشعر دولة عربية أو إسلامية بالأمان ودولة عربية شقيقة مجاورة شعبها يتعرض للقتل والتشريد والتهديد والاعتقال وحصار ظالم , وهي تقف متفرجة لا تحرك ساكناً, بل وتعمل تطبيع وفتح علاقات مع هذا العدو القاتل..

إن المقاومة صنعت أشكال الصمود الفلسطيني ضد كل وسائل تحطيم البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني بما فيها حصار خانق وعدوان مسلح وحشي غير مسبوق في ظل تواطؤ غربي وإقليمي وحصار إعلامي وسياسي واقتصادي غير معلن بهدف فرض التسوية و الاستسلام على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة, و يفترضون أن تدميره سيجعله يقبل بشروط قوة الاحتلال..

إن هذه هي مقاومة الشعب الفلسطيني المتعددة الأشكال مختلفة من صناعة السلاح من المواد المتوفرة إلى توفير الغذاء بوسائل مبتكرة إلى الصمود في مجتمع تعرف فيه أكثر 25% من سكانه في سجون الاحتلال الصهيوني لمدد لاتقل عن ثلاثة أشهر وتتجاوز ربع قرن, ونسبة الشهداء تقارب50%..

إن هذه مقاومة الشعب العربي الفلسطيني المتعددة الأشكال والتي غيرت الكثير من المعطيات التي ظنها الله العدو الصهيوني سوف تنتهي في حربه الوحشي على قطاع غزة, والضغة الغربية, والقدس, وأراضي 48, فلقد اعتقد أنه ببضع قوائم سوداء وسجون ورحلات سرية سيقضي على الفارق الجوهري والهام بين المقاومة كحق أساسي من حقوق الشعب الفلسطيني وبين الإرهاب الصهيوني كوسيلة خرقاء للتعبير..

لقد استطاعت المقاومة الفلسطينية استعادة شرعيتها ومشروعها الوطني باعتبارها صاحبة قضية شعب تحت الاحتلال والحصار, أي وضع الشعب الفلسطيني في صلب تقرير المصير والوطن الكامل والمواطنّة الكاملة ضمن دولة ذات سيادة تحتضن كل شعبها المشرد والمنكوب من اللاجئين والنازحين في دول العالم..

لذا أصدرت المنظمات الحقوقية ذات المصداقية في التجمعات العالمية المناصرة للمقاومة على أن قضية فلسطين ليست في عمليات الإغاثة, بل في رفع الحصار وفتح الحدود البريىة والبحرية والجوية, وكل عئق دون ذلك يعطي من جهة كامل الشرعية للإنسان الفلسطيني لمقاومة المحتل الذي يحرمه من حقوق أساسية لوجود الأفراد والدول ويضع القوات المحتلة تحت طائلة المحاسبة على كل الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

بقلم: سفير السلام الكاتب و الإعلامي د. فضيل حلمي عبدالله الأمين العام للاتحاد الدولي للمثقفين والإعلاميين والصحفيين.