بيان من لجان مقاومة كافوري

إلى جماهير شعبنا الأبي
بحمد الله، وبعزيمة أبناء وبنات هذا الوطن الشامخ، نزف إليكم بشرى تحرير ولاية الخرطوم من براثن مليشيا الدعم السريع، بعد شهورٍ عصيبة عانى فيها شعبنا تحت وطأة الفوضى والانفلات وجرائم لم تفرّق بين صغير أو كبير، رجل أو امرأة. وها نحن اليوم نرفع رايات النصر ونبتهج بهذا الإنجاز الذي سطّرته دماء الأبطال وصمود الجماهير.
إن هذا الانتصار ليس مجرد حدث عسكري، بل معركة وعي وموقف، شارك فيها المواطن قبل الجندي، وساهم فيها وعي الشعب الذي أدرك منذ البداية أن ما حدث كان محاولة لاختطاف البلاد لحساب مشاريع إقليمية قذرة، غذّتها غرف التمويل المظلم، وأرادت تحويل عاصمتنا إلى حظيرة بلا سيادة. لكن صمود السودانيين أفشل هذا المشروع، وأسقط آخر جيوب المرتزقة من أرض العاصمة.
إننا في لجان مقاومة كافوري نعتبر هذا النصر صفحة مشرقة في كتاب كفاحنا، وخطوة حقيقية نحو استعادة السودان الحر، ونعلن فخرنا وامتناننا لقواتنا المسلحة التي خاضت المعركة بثبات وبسالة، ولقواعد شعبنا التي لم تنكسر، بل واجهت الرعب بالصبر، والظلم بالتكاتف.
نترحم على شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم تراب هذا الوطن، ونسأل الله أن يتقبلهم قبولاً حسناً، كما نسأله الشفاء العاجل للجرحى، والفرج القريب، والعودة الآمنة لكل أسير ومهجّر.
لقد كانت أيامًا قاسية، لكن إرادة الحياة أقوى، وشمس الأمل لا تُغيب.
واليوم، ونحن نطوي هذه الصفحة السوداء، نؤكد على ما يلي:
1. نُحيي صمود شعبنا العظيم، الذي لم يخضع، ولم يساوم، وكان حجر الزاوية في هذا الانتصار.
2. ندعو إلى رص الصفوف، وتنسيق الجهود المجتمعية لإعادة تنظيم الأحياء، وتأمين الممتلكات، والمساعدة في استئناف الخدمات الأساسية.
3. نهيب بالجهات المختصة، مدنية وعسكرية، بالقيام بواجباتها في تثبيت الأمن، ومحاسبة كل من تورّط في جرائم القتل والنهب والانتهاكات.
4. نؤكد أهمية التوثيق الكامل لكل ما جرى خلال الاحتلال، لحفظ الحقوق، ورد الاعتبار، ومنع تكرار الكارثة.
5. نحذر من أي محاولات لفرض تسويات سياسية مفروضة من الخارج، تبيض جرائم المليشيات وتمنح الحصانة لوكلاء مشاريع الدم الإقليمي. نرفض أي تسوية لا تنبع من إرادة الشعب، ولا تُبنى على العدالة والمحاسبة.
ختامًا، هذا النصر ليس نهاية الطريق، بل بدايته. فلنتكاتف جميعًا، ونعمل بروح الجماعة والوحدة، لنعيد البناء ونرسم ملامح الغد المشرق. نترحم على الشهداء، وندعو بالشفاء للجرحى، ونستبشر بالعودة القريبة لكل من هُجّر عن دياره.
إن معركة الخرطوم كشفت بوضوح أن هذا الشعب قادر على دحر أي عدوان، مهما كانت أدواته أو داعميه. واليوم، تبدأ مرحلة جديدة تتطلب وعيًا أكبر، وتنظيمًا أوسع، ومواجهة شاملة لكل مشاريع إعادة إنتاج الأزمة تحت شعارات “التسوية” أو “الهبوط الناعم”.
سنقف بالمرصاد لكل من يسعى لتبييض صفحة المليشيات أو تمرير الصفقات على حساب الدم السوداني، وسنظل حراسًا على ذاكرة هذا الوطن، لا ننسى من باعوا ومن خانوا، كما لا ننسى من صبروا وصمدوا وضحّوا.
فلنحوّل هذا النصر إلى انطلاقة شاملة نحو سودان ديمقراطي، حر، لا وصاية فيه ولا مليشيا ولا تمويل خارجي يحدد مستقبله.
سودان تحكمه إرادة شعبه، ويُبنى بسواعد بنيه وبناته، على أسس العدالة، والكرامة، والسيادة الكاملة.
الرحمة والمغفرة للشهداء
النصر للشعب
والخزي والعار للقتلة والخونة والمأجورين
لجان مقاومة كافوري – الثلاثاء 20 مايو 2025م
azzapress.com