منظومة مشاريع تطويرية تشهدها المشاعر المقدسة لراحة الحجاج

تشهد المشاعر المقدسة حزمة من المشاريع التطويرية في حج هذا العام، منها ما هو متعلق بالبنية التحتية، ومشاريع أخرى خدمية ورقمية في سبيل توفير كل ما من شأنه راحة الحجاج خلال أدائهم النسك، ليشكل كل ذلك إضافة نوعية لمنظومة الخدمات المسخرة للضيوف لينعموا بأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة في أجواء إيمانية وروحانية آمنة.
ومن ضمن المشاريع، التوسع في تظليل وتبريد طرق المشاة بأحدث التقنيات، وزيادة المساحات الخضراء؛ لتخفيف أثر الإجهاد الحراري، وإنشاء محطات استراحة للحجاج وشبكة مراكز للطوارئ والإسعافات الأولية على امتداد مسارات المشاة بين المشاعر، إلى جانب تطوير منظومة برادات المياه المخصصة للشرب، وغيرها من المشاريع المتعددة.
ودأبت السعودية على تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن المقبلين من شتى بقاع العالم عبر مشاريع تتجدد وتتطور سنوياً، بما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه قيادة البلاد لرعاية وخدمة الحجاج والمعتمرين، والعمل على رفع جودة الخدمات، وإثراء تجربتهم الدينية؛ تحقيقاً لمستهدفات «رؤية المملكة 2030».
خفض تأثير درجات الحرارة
نحو تلطيف الأجواء وتقليل تأثير حرارة الشمس في طرق المشاة، أنهت شركة كدانة - الذراع التنفيذية للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة - العمل على تظليل وتركيب مراوح رذاذ في مشعر منى على مساحة 35 ألف متر مربع للتقليل من التعرض المباشر لأشعة الشمس، وعلى مساحة تقدر بنحو 60 ألف متر مربع بمشعر عرفات، وفي منطقة جبل الرحمة على مساحة تقدر بنحو 785 متراً مربعاً، إلى جانب الانتهاء من مشروع تخفيف الجهد الحراري في محيط مسجد نمرة على مساحة 85 ألف متر، وتركيب 200 مروحة رذاذ لتبريد الساحات الشرقية بمنشأة الجمرات، وتوفير بيئة أكثر راحة تساعد الحجاج على أداء مناسكهم بيسر.
كما يشهد حج هذا العام تدشين المرحلة الثانية من «مسار المشاعر بمزدلفة»، الذي يضم أرضيات مطاطية ومساحات خضراء، ومظلات ووحدات تجارية ومراكز رعاية طبية وكراسي للجلوس ومشارب للمياه، ووحدات شحن جوالات على مساحة 170 ألف متر لتعزيز راحة وحركة الحجاج أثناء أداء المناسك، وتخفيف الإجهاد الحراري والبدني، حيث يشكل الأسفلت المطاطي المرن نقلة نوعية في مجال هندسة الطرق والبنية التحتية، ويُستخدم لتحسين جودة وراحة مستخدمي الطرق.
كذلك تم إنشاء محطات استراحة للحجاج على امتداد مسارات المشاة بين المشاعر المقدسة بمساحة تتجاوز 31 ألف متر مربع، وزراعة أكثر من 20 ألف شجرة على مساحة 290 ألف متر مربع ضمن المرحلة الأولى من مبادرة «المشاعر الخضراء»، لتهيئة بيئة أكثر استدامة، وزيادة المسطحات الخضراء.
وتم إحلال السلالم الخرسانية في مشعر منى، بتركيب 32 سلماً كهربائياً، لتسهيل تنقل ووصول الحجاج للمخيمات المرتفعة، وتطوير منظومة دورات المياه بإنشاء 61 مجمعاً حديثاً ذات طابقين، تضم أكثر من 5 آلاف و600 دورة مياه، وتوفير ألفين و400 مشرب مياه مبردة على طرق المشاة، وإحلال المباسط القديمة إلى وحدات تجارية حديثة تتواءم مع الهوية العمرانية في مواقع استراتيجية في مشاعر «منى وعرفات ومزدلفة» لتلبية احتياجات الحجاج.
30 يوماً
حرصاً على تقديم الرعاية الصحية الطارئة، ودعم منظومة الخدمات الطبية في المشاعر المقدسة، تم إنشاء مستشفى طوارئ جديد خلال فترة وجيزة لا تتجاوز 30 يوماً فقط على مساحة 5300 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية تتجاوز 180 سريراً؛ ليكون مجاوراً لمستشفى منى للطوارئ؛ لرفع الجاهزية الطبية لخدمة ضيوف الرحمن، التي تراعي تطبيق أعلى معايير المواصفات الطبية.
ويمتاز المستشفى بموقع استراتيجي، يطل على شارع الرابطة في مشعر منى، وتم ربطه بطريق الملك عبد العزيز من خلال جسر حديث ومصاعد كهربائية؛ تُسهل عملية الوصول وسرعة الاستجابة في مباشرة حالات الطوارئ من وإلى المستشفى، ويضم أقساماً مخصصة لحالات الطوارئ والإجهاد الحراري، إضافة إلى غرف عزل وإنعاش وأشعة، ومختبر طبي وأجنحة للتنويم، علاوة على غرف مخصصة للطاقم الطبي.
كما تم إنشاء شبكة مراكز للطوارئ والإسعافات الأولية على امتداد المسارات التي تربط المشاعر المقدسة، ويتمحور دورها في توفير الخدمات الطبية والعلاجية العاجلة، وتقديم المساعدات اللوجيستية لضيوف الرحمن، مثل المياه والوجبات الخفيفة والخدمات الإرشادية. إضافة إلى استحداث وحدات تجارية حديثة ومطورة لتوفير احتياجات الحجاج خلال موسم الحج توزعت في عدة مواقع استراتيجية بالمشاعر، وروعي في تصاميمها الهوية العمرانية المستوحاة من روحانية المكان، إلى جانب تطوير البنية التحتية بأحدث التقنيات التي أسهمت في رفع الطاقة الكهربائية وكفاءة التبريد، بالإضافة إلى تعزيز خطوط المياه والمرافق الصحية.
مخيمات بمواصفات عالمية
وتتأهب شركات الطوافة لاستقبال ضيوف الرحمن في مخيمات حديثة بمواصفات عالمية، تتميز بالعزل للضوء والحرارة ومقاومة للحريق، وواقية من الأشعة فوق البنفسجية، وترتبط كل خيمة بنظام تبريد خاص، كما تتوفر بها وسائل الأمن والسلامة للتمديدات الكهربائية، والخدمات المساندة، إضافة إلى توفير الخدمات الصحية، والنوعية في الوجبات الغذائية، وطريقة تقديمها للحجاج، وذلك ارتقاءً بمنظومة الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام.
وأكد محمد معاجيني رئيس مجلس إدارة مطوفي حجاج الدول العربية (أشرقت) في حديثه لـ«الشرق الأوسط» جاهزية المخيمات كافة لاستقبال الحجاج، مشيراً إلى أن هناك برنامجاً متكاملاً للاحتفاء بضيوف الرحمن منذ لحظة قدومهم إلى السعودية، وأثناء انتقالهم إلى مقرات سكنهم في مكة المكرمة، وصولاً إلى المخيمات التي أعدت لهم في المشاعر المقدسة التي روعي فيها تلبية احتياجات الحاج كافة.
إلى ذلك، أشار سعودي عيد الرئيس التنفيذي لشركة «إكرام الضيف»، إلى حزمة من الخدمات توفرها الشركات المعنية بخدمة الحجاج داخل المخيمات، منها توفير الإنترنت إلى جانب تأمين وجبات غذائية، وفق ما يناسب ثقافة الضيوف ومتطلباتهم، وتخصيص فرق طبية من أطباء وممرضين لتقديم الخدمات الطبية العاجلة للحجاج في مقر سكنهم، وإحالة الحالات الحرجة إلى المراكز والمستشفيات القريبة.
aawsat.com