دوافع قرار حظر السودانيين من دخول أمريكا

متابعات – نبض السودان
مرة أخرى، يعود السودان إلى قائمة حظر المواطنين من دخول الولايات المتحدة الأميركية، من ضمن 12 دولة تشمل: أفغانستان، وميانمار، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، واليمن، وفق أوامر تنفيذية صدرت من البيت الأبيض.
يبدأ حظر دخول مواطني هذه البلدان إلى الولايات المتحدة من يوم الإثنين القادم، الموافق 9 يونيو 2025، وفق الأوامر التنفيذية التي صدرت عن الرئيس دونالد ترامب يوم الأربعاء 5 يونيو 2025.
أُدرج السودان ضمن الحظر الأخير، بالتزامن مع استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وإكمالها العام الثاني منتصف أبريل 2025، مع اتهامات للطرفين بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين خلال النزاع المسلح.
ويشرح المحلل الدبلوماسي عمر عبد الرحمن الدوافع الأميركية التي جعلتها تعيد السودان إلى قائمة الحظر، نتيجة للاضطرابات، وعدم وجود كفاءة عالية قادرة على إدارة حركة المواطنين من وإلى الخارج، وفق تقييم الولايات المتحدة لهذه الأمور الحساسة بالنسبة لها.
وتابع: “تنظر الإدارة الأميركية إلى السودان على أنه دولة فقدت مقومات التبادل الأمني، وتدير الوضع من الحد الأدنى، بفقدان العاصمة الخرطوم للعام الثاني على التوالي، وما لم تُعد ترتيب الأولويات، وإرسال رسائل جيدة إلى العالم الخارجي، قد يستمر تصنيف السودان ضمن البلدان الفاشلة”.
وزاد عمر عبد الرحمن: “الإجراءات الأميركية لديها أولوية في التصنيف الأمني، واختبار مدى قدرة البلدان على مراقبة العناصر الأصولية والمتطرفة التي تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية”.
ويضيف لـ”الترا سودان”: “لم يكن مفاجئًا عودة السودان إلى القائمة الأميركية التي تمنع الدخول إلى الولايات المتحدة، خاصةً وأن ترامب تجاهل حتى الأزمة الإنسانية في السودان”.
وتابع الباحث الدبلوماسي عمر عبد الرحمن: “الإدارة الأميركية في عهد ترامب رفعت المصالح التجارية أولًا، دون وضع المسائل الإنسانية والحكم والديمقراطية في الاعتبار. وهذه الدول التي وُضعت في قائمة الحظر لا توجد مصالح مباشرة بينها وبين الولايات المتحدة”.
وفي تعليق على الأسباب التي دعته إلى اتخاذ هذه الخطوات بشكل مبكر، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن دخول مواطني بعض الدول إلى بلدنا يضر بمصالح الولايات المتحدة الأميركية، وشدّد على أن هذه الخطوة ضرورية لحماية البلاد من “الإرهابيين” والتهديدات الأمنية.
تتبنى الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب إجراءات متشددة ضد المهاجرين من عدد من الدول، لا سيما العالم العربي وأميركا الجنوبية
وأردف الرئيس الأميركي قائلًا: “هجوم كولورادو الذي وقع في الأحد الأول من يونيو 2025 من بين المخاطر الشديدة التي تتعرض لها الولايات المتحدة الأميركية، على خلفية وصول أجانب لم تُجرَ تحقيقات كافية حولهم”.
ويشمل الحظر مواطني هذه الدول الذين يحملون تأشيرة دخول، ولا يزالون خارج الولايات المتحدة الأميركية، ما لم يعودوا قبل التاسع من يونيو 2025، وهو تاريخ دخول الحظر قيد التنفيذ.
وتتبنى الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب إجراءات متشددة ضد المهاجرين من عدد من الدول، لا سيما العالم العربي وأميركا الجنوبية. أثارت السياسات الأميركية الجدل حيال التزام ترامب بحقوق الإنسان، ومدى مؤامة قراراته للدستور الأميركي.
ويعارض قادة أميركيون وقضاة ومشرعون هذه السياسات، إذ تواجه إدارة ترامب العديد من العقبات أمام تنفيذ قراراتها بحق المهاجرين، بما في ذلك قضايا تُعرض أمام المحاكم المحلية والفدرالية بالولايات الأميركية، وحتى المحكمة العليا.
ونشرت المهتمة بقضايا الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، سماح شوماخر، مقطع فيديو على حسابها في “فيسبوك”، وشرحت فيه معلومات إضافية عن الإجراءات التي أعلن عنها البيت الأبيض، بمنع مواطني 12 دولة، من بينها السودان، من دخول الولايات المتحدة، والتي تتعلق بعدم قدرة الولايات المتحدة على معرفة المعلومات بدقة حول الأشخاص القادمين من سلطات الهجرة في السودان خلال الحرب، وعما إذا كان سجلهم القانوني نظيفًا أم ارتكبوا جرائم تشكّل خطرًا على الولايات المتحدة.
وأضافت: “خلال الحرب، حوالي 26% من السودانيين الذين دخلوا الولايات المتحدة استمروا في البقاء فيها بطرق غير قانونية، على الرغم من انتهاء صلاحية التأشيرة، وهذه واحدة من أسباب القرار الأميركي”، حد قولها.
وأشارت سماح إلى أن بعض الدول المدرجة على قائمة الحظر سجلت نسبة مرتفعة من الأشخاص الذين لم يغادروا الولايات المتحدة الأميركية، على الرغم من انتهاء صلاحية التأشيرة، من بينها دولة إريتريا التي سجلت 55%.
nabdsudan.net