جنوب دارفور توجه بعدم السماح بتمدد الزراعة على حساب الرعي

نيالا – راديو دبنقا – 15 يونيو 2025
وجّه رئيس الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور، يوسف إدريس، بعدم السماح بتمدد الزراعة على حساب الرعي، مؤكدًا أن معظم المشكلات بين الرعاة والمزارعين سببها التوسُّع في المساحات المزروعة على حساب المراعي.
ودعا يوسف إدريس، خلال مخاطبته ملتقى فتح المراحيل والمسارات وتأمين الموسم الزراعي، الذي اختُتمت أعماله بمحلية تلس بمشاركة محليات الجنوب الغربي، إلى عدم السماح بالتعدّي على السواني والمراحيل والمسارات، مبينًا أن المراحيل تقلصت من 200 متر إلى 20 مترًا بسبب زيادة المساحات المزروعة، مما يؤدي إلى صعوبة عبور الماشية ودخولها إلى المزارع.
وتشهد مناطق واسعة في دارفور احتكاكات مستمرة بين الرعاة والمزارعين على خلفية إدخال الماشية في المزارع وتدميرها.
وأشار رئيس الإدارة المدنية إلى أن من أسباب الإشكاليات بين الرعاة والمزارعين: التعدّي على السواني، وأماكن النُّزل، ومصادر شرب المياه، بجانب منح تصاديق الأراضي الزراعية من قِبل الشيوخ والعُمد والنُّظار والمديرين التنفيذيين للمحليات.
مراجعة وتقنين وترسيم
أوصى ملتقى فتح المراحيل والمسارات وتأمين الموسم الزراعي بـمراجعة وتقنين وترسيم الصواني والنُّزل والمسارات لكل محلية، لاستيعاب الزيادة الكبيرة في المساحات المزروعة، والزيادة المطّردة في الثروة الحيوانية، وتزويدها بخدمات المياه والصحة.
وشددت التوصيات على ضرورة تفعيل وتنفيذ الأعراف القديمة، وسنّ قوانين وتشريعات تُواكب التطورات الجديدة وتمنع الاعتداءات المتكررة بين الطرفين، على أن تبدأ لجان فتح المسارات والمراحيل في المحليات عملها في شهر مايو من كل عام، لمراجعة المشروعات والأراضي الزراعية التي أُنشئت في المسارات والصواني والنُّزل.
وأوصى الملتقى لجان المحليات بتشكيل آليات في كل الوحدات الإدارية للمتابعة والتقييم لكل مرحال، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها، ودعم مشاريع وزارتي الزراعة والثروة الحيوانية، وتفعيل دور مفوضية الرُّحَّل، بجانب إشراك المنظمات الدولية والوطنية في مشاريع مراجعة وترسيم المسارات عبر الأجهزة المختصة.
كما دعا الملتقى إلى إنشاء حفائر ومصادر مياه في مخارف الرُّحَّل، وإشراك قطاع الثروة الحيوانية في لجان تقنين المشاريع الزراعية، ومراجعة المشاريع التي تمت المصادقة عليها سابقًا، مع تجديد مشروع مُنادِيب الرُّحَّل، وتفعيل قانون تنظيم الزراعة والرعي بالولاية، وتحديد مواعيد الطَّلْقة.
دور مفوضية الرُّحَّل
وأكد الملتقى أن تقوم مفوضية الرُّحَّل بوضع الخطط والبرامج الكفيلة بمعالجة الإشكالات في المراحيل والمسارات، وتحويلها إلى جهات الاختصاص لتدارك الأزمات، مع الاهتمام بالجانب الإعلامي والتوعوي، وضرورة تحسين النسل والبذور ذات القيمة الغذائية العالية، فضلًا عن رفع قدرات المعاونين البيطريين وإمدادهم بالمعينات اللازمة.
رؤية الإدارة المدنية
وتحدث رئيس الإدارة المدنية، يوسف إدريس، عن ثلاثة محاور أساسية تمثّلت في: المشكلات بين الراعي والمزارع، والحلول، وآلية التنفيذ. ولفت إلى أهمية هذا الملتقى الذي أُقيم بمحلية تلس، لكونها محلية وسطية، وهي منبع المراحيل في المحليات الجنوبية، مشيرًا إلى أن معظم المشكلات سببها التوسُّع في الزراعة على حساب الرعي.
وشدّد على عدم السماح بتمدد الزراعة على حساب الرعي، مؤكدًا التزامه بتنفيذ توصيات الملتقى.
من جانبه، شدّد قائد القيادة المتقدّمة، العميد أبشر جبريل بلايل، على ضرورة إنزال توصيات هذا الملتقى على أرض الواقع منعًا للاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين، وقال: “ما في زول كبير على القانون”، متوعدًا أي شخص يعتدي بزراعة السواني والمراحيل، واصفًا ما يجري بأنه “فوضى غير مقبولة.”
dabangasudan.org