خبر ⁄سياسي

معارك برية عنيفة في الفاشر وأنباء متضاربة حول انتهاكات وسط النازحين

معارك برية عنيفة في الفاشر وأنباء متضاربة حول انتهاكات وسط النازحين

الفاشر – 15 يونيو 2025 – راديو دبنقا
شهدت مدينة الفاشر، فجر وصباح اليوم الأحد، معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في المحورين الشمالي والشمالي الشرقي من المدينة.

وتتواصل المعارك في مدينة الفاشر منذ أكثر من عام، وسط حصار وقصف مدفعي وهجمات متكررة بالطائرات المسيّرة.

وقالت مصادر متطابقة إن المعارك جرت اليوم باستخدام الأسلحة الثقيلة، مصحوبة بقصف مدفعي كثيف وهجمات بالطائرات المسيّرة، بينما ذكرت مصادر مقربة من الجيش أن القوات المسلحة والقوة المشتركة تمكنتا من صد الهجوم، حيث عاد الهدوء إلى المدينة في وقت لاحق من صباح اليوم.

تفاصيل المعركة

قال أحمد حسين مصطفى، المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة للحركات المسلحة، في بيان اطلع عليه راديو دبنقا، إن القوات المسلحة والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية والمستنفرين تمكنوا من صد الهجوم رقم 214 على الفاشر، مشيرًا إلى تدمير مدرعات ومركبات قتالية ومقتل العشرات من جنود الدعم السريع. وأوضح أنهم طاردوا قوات الدعم السريع حتى أطراف المدينة.

وأضاف أن قوات الدعم السريع شنت الهجوم بعد قصف ليلي مكثف على الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين، وأشار إلى أنها حاولت اقتحام المدينة من المحور الشرقي والشمالي الشرقي بواسطة الكتيبة الاستراتيجية، مؤكدًا صد الهجوم.

وكانت مدينة الفاشر قد شهدت أمس السبت استمرارًا للقصف بالطائرات المسيّرة الاستراتيجية والانتحارية، والمدفعية الثقيلة في المحور الشرقي.

أنباء متضاربة حول انتهاكات وسط النازحين

من جهتها، قالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للقوات المسلحة، في تقرير على صفحتها في فيسبوك، إن 35 أسرة نازحة فقدت الاتصال بأبنائها بعد خروجهم من مدينة الفاشر لجلب الغذاء والانضمام إلى أسرهم غرب المدينة، وأشارت إلى اتهامات لقوات الدعم السريع باحتجازهم.
وكان والي ولاية شمال دارفور، حافظ بخيت، قد طالب مواطني الفاشر بعدم الاستجابة لنداءات قوات الدعم السريع لمغادرة المدينة.

بالمقابل، نفى الطاهر حجر، رئيس تجمع قوى تحرير السودان وعضو تحالف السودان التأسيسي، وقوع أي انتهاكات تجاه النازحين، ووصف ما يُتداول في هذا الشأن بأنه تضليل.

وجدّد الطاهر حجر نداءه للمواطنين في الفاشر والمعسكرات المجاورة بالخروج إلى المناطق الآمنة، حفاظًا على أرواحهم وأبنائهم، محذرًا من استخدامهم كدروع بشرية.

وأشاد بدور قوات تحالف التأسيس، الذين قال إنهم يعملون ليل نهار لمساعدة الفارين أمنيًا ولوجستيًا، ووعد بتقديم الحماية والغذاء والدواء إلى المناطق التي يتجهون إليها شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا.

في ذات السياق، قال المتطوع يحيى الخمس، وهو معلم في المنطقة، إن النازحين الفارين من الفاشر إلى كتم نفوا تعرض الشباب للاعتقال أو أي نوع من الانتهاكات، وأشاروا إلى عدم وجود أي إشكاليات على الطريق من الفاشر إلى كتم، سوى بعض عمليات التفتيش.

لكنهم أكدوا، في الوقت ذاته، أنهم يضطرون أحيانًا للبقاء لمدة خمسة أيام في أماكن التجمعات بسبب عدم توفر المواصلات.
ونبّه إلى أن قوات الدعم السريع وحلفاءها قدموا الطعام للنازحين في مناطق التجمعات، رغم أنه غير كافٍ.

تدفّق مستمر للنازحين

كشف المتطوع يحيى الخمس عن استمرار تدفّق النازحين يوميًا من الفاشر إلى كتم بولاية شمال دارفور، بمعدل يتراوح بين 10 إلى 15 عربة في اليوم.
وقال لراديو دبنقا إن معظم النازحين يغادرون مدينة كتم إلى مناطق أخرى، مشيرًا إلى أن بعضهم يمكث يومًا واحدًا فقط عند توفر حركة المواصلات.
ووصف وضع النازحين بأنه سيئ، حيث يعاني عدد كبير من الأطفال من سوء التغذية.

وأعلنت غرفة طوارئ طويلة بولاية شمال دارفور عن وصول أكثر من 800 أسرة جديدة من الفاشر إلى طويلة.
وأشارت الغرفة إلى أن متطوعيها وزعوا الطعام والشراب على النازحين الجدد، مؤكدة استمرار حركة النزوح ووصول أعداد جديدة كل ساعة.

كما أشارت الغرفة إلى مشروع المطبخ الجماعي في تجمعات النازحين بطويلة، ضمن مشروع الاستجابة الطارئة، بدعم من العون الإيرلندي عبر منظمة “قوول” لتنفيذ مشروع المطبخ الجماعي لـ 200 أسرة لمدة 10 أيام.

dabangasudan.org