خبر ⁄سياسي

كارثة إنسانية تلوح في أفق دارفور والمنسقية تحذر: الجوع والتشريد يهددان ملايين النازحين

كارثة إنسانية تلوح في أفق دارفور والمنسقية تحذر: الجوع والتشريد يهددان ملايين النازحين


دارفور – 18 يونيو 2025م – راديو دبنقا

في ظل استمرار النزاع المسلح في السودان، وخاصة في إقليم دارفور، تتفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية والأمنية بصورة تنذر بكارثة وشيكة تهدّد حياة الملايين من النازحين واللاجئين داخل الإقليم وخارجه. فقد أصدرت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بالسودان تقريرًا جديدًا بتاريخ 17 يونيو الجاري، حذّرت فيه من خروج الأوضاع عن السيطرة بالكامل في مناطق واسعة من دارفور، مؤكدةً أن البلاد على مشارف إعلان حالة طوارئ إنسانية شاملة بسبب التدهور المتسارع في جميع جوانب الحياة.

بحسب التقرير، فإن المجاعة وسوء التغذية والعطش ما زالت تمثّل تهديدًا حقيقيًا لحياة الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في مناطق النزوح، لا سيّما في جبل مرة ومنطقة طويلة، اللتين أصبحتا من أكبر مراكز التجمع البشري نتيجة النزوح اليومي من مدينة الفاشر. ومع انعدام مواد الإيواء ومحدودية الخدمات الإنسانية، ومع حلول فصل الخريف وتزايد هطول الأمطار، يواجه النازحون خطر التشرد والمرض في ظل ضعف تجاوب المجتمع الدولي وقلة الموارد المتاحة للمنظمات العاملة على الأرض.

النازحون من الفاشر إلى طويلة-يونيو 2025- منسقية النازحين واللاجئين

تدهور صحي

ويشير التقرير إلى أن الوضع الصحي في السودان يواجه تدهورًا غير مسبوق، حيث انتشرت أمراض خطيرة مثل الكوليرا والملاريا، إلى جانب حالات سوء التغذية والالتهابات التي لا تجد تشخيصًا أو علاجًا بسبب نقص الكوادر والمستلزمات الطبية. كما تعاني مناطق النزوح من غياب خدمات الصرف الصحي الأساسية، ما يزيد من تفشي الأوبئة ويهدّد بانهيار كامل في النظام الصحي المحلي.

انتهاكات

أما أمنيًا، فقد أكّد التقرير أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أصبحت سلوكًا يوميًا في ظل غياب القانون وتمزق النسيج الاجتماعي. وأوضح أن الجرائم التي ترتكبها أطراف الصراع تتواصل من قصف عشوائي باستخدام أسلحة ثقيلة إلى مجازر بحق المدنيين في معسكرات النزوح والمدن المأهولة. فقد تعرّض معسكر أبو شوك للقصف المتكرر من قبل قوات الدعم السريع، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات الأشخاص، بينما نفّذت القوات الجوية السودانية غارات في مناطق سكنية في أنحاء متفرقة من دارفور.

النازحون من الفاشر إلى طويلة

قتل وحالات وفاة على طريق الفاشر-طويلة

سجّل التقرير انتهاكات متعددة على الطريق بين الفاشر وطويلة، شملت أكثر من 95 حالة عنف جنسي، و15 حالة وفاة بسبب الجوع والعطش، و24 إصابة نفسية، و17 حالة إطلاق نار مباشر، بالإضافة إلى حالات قتل فردي في كاس وبندسي، ما يعكس حجم الفوضى الأمنية وانعدام الحماية للمدنيين.

وأكد المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال، أن الوضع الحالي يتطلّب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي، مشددًا على ضرورة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في قصف قافلة مساعدات إنسانية في منطقة الكومة بشمال دارفور، كانت متجهة إلى الفاشر، بجانب مطالبة المؤسسات القضائية الدولية بلعب دور فاعل في إنهاء الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة للضحايا والناجين من الانتهاكات.

وفي ظل انسداد الأفق السياسي واستمرار الحرب، تبقى الحاجة ملحّة لتكثيف الجهود الإنسانية وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان وصول المساعدات دون عوائق إلى مناطق النزوح في دارفور، قبل أن تتجاوز الكارثة حدود السيطرة بالكامل.

dabangasudan.org