في يوم النسخ الاحتياطي العالمي... نصائح لبقاء بياناتك بأمان

في ظل تضاعف حجم البيانات بسرعة قياسية وتزايد الهجمات الإلكترونية والتهديدات السيبرانية، يصبح فقدان الذكريات الثمينة أو الملفات التجارية الحساسة خطراً لا يمكن تجاهله. بمناسبة «يوم النسخ الاحتياطي العالمي» الذي يصادف الحادي والثلاثين من مارس/آذار الحالي كل عام، أضحى من الضروري التفكير في أهمية النسخ الاحتياطي الدوري للبيانات، وهو ممارسة لا بديل عنها لكل من المستهلكين والشركات.
يشدّد مدير إدارة المبيعات - الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة «ويسترن ديجيتال»، أويس محمد، على الأهمية الحيوية للنسخ الاحتياطي للبيانات في بيئتنا الرقمية الحالية.
يبرز أويس، في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط»، نتائج استطلاع عالمي أجرته «ويسترن ديجيتال» الذي يكشف عن أن 87 في المائة من المستطلَعين ينسخون الآن بياناتهم احتياطياً يدوياً أو تلقائياً. يوضح أن هذا الرقم الكبير «لا يُظهر فقط تحسّن الوعي، بل يؤكد أيضاً الأهمية المتزايدة لهذا الموضوع في عالم يزداد رقمية».
ما «قاعدة 3-2-1»؟
ينصح أويس باستخدام «قاعدة 3-2-1» للنسخ الاحتياطي، أي الاحتفاظ بثلاث نسخ من البيانات (نسخة أصلية ونسختان احتياطيتان) على نوعَيْن مختلفَيْن من التخزين (مثل السحابة وقرص صلب خارجي HDD)، مع تخزين إحداها في موقع مختلف. تضيف هذه الطريقة مرونة ضد الحذف العرضي أو فشل الجهاز أو حتى التهديدات السيبرانية، وهو ما أكده 63 في المائة من المستطلعين أنهم تعرّضوا له بالفعل. ويشدّد على ضرورة ألا يكون النسخ الاحتياطي مجرد تذكير سنوي، بل يجب أن يكون عادة دورية. مع أدوات سهلة الاستخدام وخيارات تلقائية، لا يوجد حقاً عذر لنسيان النسخ الاحتياطي للبيانات.
التحديات الشائعة
على الرغم من الوعي المتزايد، لا يزال الكثير من الأشخاص يجدون النسخ الاحتياطي للبيانات مربكاً. أظهر استطلاع «ويسترن ديجيتال» أن 36 في المائة من المستطلعين يعتقدون أنهم لا يحتاجون إلى نسخ احتياطي، في حين يكافح 30 في المائة مع نقص المساحة التخزينية، و29 في المائة يجدون العملية تستغرق وقتاً طويلاً، و23 في المائة ببساطة لا يعرفون كيفية القيام بذلك. تتناول «ويسترن ديجيتال» هذه العقبات بشكل مباشر من خلال حلول تخزين سهلة الاستخدام وبرمجيات مثل «Acronis True Image» التي تمكّن من النسخ الاحتياطي التلقائي المجدول.
ابتكارات لمستقبل النسخ الاحتياطي
تستمر «ويسترن ديجيتال» في تطوير حلول مثل «أقراص WD Red Pro» بسعة 26 تيرابايت، في حين يُتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في مجال النسخ الاحتياطي من خلال جعل العملية أكثر ذكاءً وسرعةً وتخصيصاً. يعد أويس أننا قريباً سنشهد أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على توقع سلوك المستخدمين، وتحديد الملفات الحرجة التي تحتاج إلى نسخ احتياطي، وتحسين استخدام مساحة التخزين تلقائياً.
كما يتوقع أن تتعلّم أنظمة نسخ احتياطي عادات المستخدمين، وتُعطي أولوية للمحتوى المهم، بل قد تُنبّه المستخدمين قبل وقوع أي حادث فقدان بيانات. هذا النوع من الأتمتة الذكية يمكنه تقليل مخاطر الأخطاء البشرية بشكل كبير مع تحسين الكفاءة في الوقت نفسه.
مفهوم «النظافة الرقمية للبيانات»
يقدّم أويس مفهوم «النظافة الرقمية للبيانات»، وهو مفهوم يتعلّق بتكوين عادات جيدة في كيفية إدارة المستهلكين تنظيم محتواهم الرقمي وحمايته. تماماً كما ينظّفون منازلهم أو ينظمون صناديق بريدهم الإلكتروني، تعني النظافة الرقمية مراجعة الأشخاص لملفاتهم بانتظام، والنسخ الاحتياطي، وتأمين الملفات المهمة مع حذف البيانات غير الضرورية أو القديمة. هذا ليس فقط حول البقاء منظماً، بل تساعد ممارسة النظافة الرقمية الجيدة على تقليل خطر فقدان البيانات، وتحافظ على سلاسة تشغيل الأنظمة، وتحسّن الأمان السيبراني. كما تجعل النسخ الاحتياطي المستقبلي أسهل وأسرع، خصوصاً عند التعامل مع مكتبات وسائط كبيرة أو معلومات حساسة. عندما يكون المجال الرقمي نظيفاً ومُداراً جيداً، فإن البيانات لا تكون أكثر أماناً فحسب، بل يكون من الأسهل أيضاً العثور عليها، والوصول إليها، واستعادتها عند الحاجة.
يختتم أويس حديثه لـ«الشرق الأوسط» برسالة واضحة في «يوم النسخ الاحتياطي العالمي» برسالة واضحة: «لا تنتظر حتى تحدث الكارثة». ويتابع: «سواء عبر الحلول السحابية أو الأقراص الخارجية، حماية بياناتك يجب أن تكون ممارسة مستمرة».
aawsat.com