خبر ⁄تقني

هل يصبح كورليو الروبوت الحصان وسيلتنا للتنقل في المستقبل فيديو

هل يصبح كورليو الروبوت الحصان وسيلتنا للتنقل في المستقبل فيديو

كشفت شركة «كاواساكي» اليابانية عن مشروع طموح يدمج بين الابتكار الهندسي والتكنولوجيا الحديثة، بإطلاق مفهوم أولي لما سمته «كورليو»؛ وهو روبوت يمكن ركوبه مثل الحصان، يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في وسائل التنقل المستقبلية، وفقاً لموقع «كونفيرغن».

وفي فيديو ترويجي، ظهر «كورليو» يركض في الأودية، ويعبر الأنهار، ويتسلق المرتفعات، ويقفز فوق الفجوات، في مشهد يُثير الدهشة حول الإمكانات المستقبلية للروبوتات ذات الأرجل.

ففي حين تقتصر دراجات «كاواساكي» النارية على الطرق المعبدة، يُفترض أن يكون «كورليو» قادراً على الوصول إلى أماكن لا يمكن للمركبات التقليدية بلوغها.

توازن معقَّد وقدرات قيد الاختبار

لكن السؤال الأبرز يبقى: هل يمكن لروبوت بهذا التصميم أن يحمل إنساناً بأمان في بيئات طبيعية قاسية؟

حسب الموقع، الروبوتات بشكل عام تتكوَّن من هيكل فيزيائي يحتوي على مشغلات وحساسات، إضافة إلى وحدة معالجة معلومات تُشغِّل خوارزميات لتفسير بيانات البيئة، وتحديد الأفعال المطلوبة.

وفي هذا السياق، يُعد «كورليو» روبوتاً رباعي الأرجل، وهي بنية توفر استقراراً عالياً مقارنة بتصاميم أخرى.

ورغم أن أرجل «كورليو» تظهر مرنة في الجري والقفز، فإنها تفتقر حالياً إلى حركات ضرورية للحفاظ على التوازن الجانبي، مثل الإبعاد والتقريب؛ وهما حركتان بيولوجيتان يقوم بهما الإنسان تلقائياً أثناء المشي أو التعرض لدفع مفاجئ.

بين القوة والتفاعل مع البيئة

وتواجه «كورليو» تحديات كبيرة تتعلّق بقدرة المشغلات على تحمل وزن إضافي (كالراكب)، والاستجابة للحالات البيئية المتغيرة. كما أن أنظمة التوازن في الروبوتات ذات الأرجل تتطلب معالجة لحظية للبيانات الحسية، لضمان تفاعل سريع مع العوائق والانزلاقات.

ومن اللافت أن الروبوت لا يُظهر -في صوره المنشورة- وجود أنظمة رؤية متقدمة مثل الكاميرات أو الليدار، وهي أدوات حيوية لتمكين الروبوت من فهم محيطه. ورغم أن التصميم الحالي لا يهدف إلى تنقل ذاتي بالكامل، فإن دقة تحريك الأرجل والتكيف مع التضاريس تتطلب قدرات تحليل بيئي آنية.

مستقبل واعد... رغم العقبات

«كورليو»، في هذه المرحلة، لا يزال فكرة رقمية؛ لم يُنفّذ فعلياً بعد. ورغم التحديات التقنية الكبيرة التي تواجه المشروع، مثل قوة التحمل في التضاريس البرية، وتطبيق خوارزميات حركة دقيقة وآمنة، فإن نجاح «كاواساكي» في تطويره قد يُمثل ثورة في وسائل التنقل المستقبلية، خصوصاً في المناطق الوعرة أو لأغراض الاستكشاف والسياحة.

لكن الأهم من ذلك هو الإمكانات غير المباشرة لهذه التقنية، إذ يُمكن أن تسهم التقنيات المطورة لـ«كورليو» في تحسين الأجهزة المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية، عبر تطوير هياكل خارجية ذكية ومتوازنة ذاتياً.

هل يُصبح الحلم حقيقة؟

بين الحماس التقني والواقعية الهندسية، يبقى «كورليو» تحدياً كبيراً في عالم الروبوتات المتنقلة، وإذا نجحت «كاواساكي» في تجاوز العقبات، فقد نكون أمام ولادة فئة جديدة من المركبات -هجينة بين الآلة والكائن الحي- تُقدم تجربة تنقل غير مسبوقة، وحتى يتحقق ذلك، سيظل «كورليو» رمزاً لطموح لا حدود له في عالم الروبوتات.

aawsat.com