الصديق لا يغيب
اصطحبت ابنائي اليوم للتنزه حيث ان غدا عطلة نهاية الاسبوع , وعند انهماك ابنتي الصغيرة باللعب لفت نظري لحجر اساس بالقرب من شجرة نحتت عليه عبارة "في ذكرى صديقنا الحبيب" .
وهذا من اروع التقاليد الكندية , فعند ساحل بحيرة اونتاريو "التي تحد مدينة تورنتو جنوبا" هنالك كورنيش سياحي "وود باين بييتش" يعد متنفس للمدينة وعلى طول ممشى الكورنيش تجد المقاعد الخشبية الطويلة منقوش عل كل واحدة اهداء من شخص ما لعزيز لديه فارق الحياة , وكذلك الاشجار بطول الممشى . هذا بالنسبة لهذا البلاج الجميل , اما اذا دلفت للمستشفيات والمدارس والجامعات , فتجد بعض المدرجات وفاء وعرفان لزميل فارق الحياة , او اثاث فاخر لغرفة انتظار بمستشفى ما تبرعت به اسرة لذكرى روح عزيز لديها . اين نحن من هذا الفهم الراقي وينهش الاحياء منا لحم اخوتهم فيذداد الغني غنى والفقير فقرا , ولا بأس ان يجرم الاخ اخاه ان لم يرضخ ويذعن بليي يده وسرقته جهارا نهارا .
الصداقة لا تغيب ومن يضع بصمة في حياة الآخرين يخلد ذكراه احبابه ومن عاشروه , وهنالك محطات من حياتنا لا تنسى وقد مضى من العمر اكثره وما بقي ليس باكثر مما مضى , رحل عن حياتنا أحبة واصدقاء وزملاء وجيران , اما فراق بسبب السفر او الرحيل او الظروف الاجتماعية الاخرى التي تطرأ على حياتنا , ومحطات الحياة تخبئ لنا المذيد فسلام على من ترجلوا من القطار , وجعل الله في القابعين برحم المستقبل بردا وسلاما .
محمد الفاتح الكاشف
تورنتو 21 يونيو 2024