حرب الفجار
ويقال أن أشد الاسهم فتكا تلك التي تنطلق من قريب , والقريب هنا هو الجار , زميل العمل , رفيق الصبا , النديم بل حتى الأخ الشقيق , فعندما تتعاكس المصالح يغدو الصالح طالح وللثروة حسابات اخرى .
تحضرني من روايات الاولين في سالف العصور من قديم الزمان أن امرأة سرقت طفل اخرى , فشكتها المرأة الى نبي الله سليمان ( عليه وعلى نبينا السلام ) وقد كان حينذاك ملكا عليهم .ا
حضر العسس المرأة السارقة والطفل وخصيمتهم ام الطفل امام عدالة المحكمة التي يتصدرها ملكا نبيا . كانت المرأة السارقة حاذقة اللسان عميقة التبيان لحديثها سحر واشجان ذات حضور يجذب الآذان فأتت بكل انواع البديع من البلاغة واقنعت شعب السلطان , وكانت بالمقابل ام الطفل عفوية وتمتاز باللطف والطيبة وكل صفات الكرام فلم تستطع مجاراة السارقة .
لم يكن بمقدور اي قاضي ان ينصف تلك المكلومة ضعيفة الحجة واليد واللسان , فطن نبي الله لهول الكارثة التي ستقع على الام النقية التي لم تكن كبوتها الا صفاء نيتها فلجأ للحيلة
قائلا :- ايها السياف اقطع هذا الطفل الي شطرين واعطي كل من الامرأتين شطرا .
رحبت السارقة بالفكرة بينما انهارت ام الطفل
وصاحت :- انا لست امه انا لست امه اتركوه لها ولا تقتلوه . ووسط دموع الام اصدر نبي الله سليمان امره بحبس ومعاقبة السارقة التي انقشعت اساريرها وفرحت لشطر الطفل لتأخذ نصف اشلائه جثة هامدة غارقا في دماء لن تزول مدى الدهر .
هل انتهت قصتنا هنا !!
لا اظن , فحولنا الآن الكثير الكثير من اهل الكلام الذين لا يحسنون سوى الصياح والنواح وحقا عندما يسكت اهل الحق يظن اهل الباطل انهم على حق .
محمد الفاتح الكاشف
تورنتو 16سبتمبر2024