هل يصلح العطار ما افسد الدهر

وما الدهر , اهو حينا من الدهر ام كل ما تبقى منه , ما سلب من لحظات العمر وايام العطاء الرائعة حيث نضارة المحيا ويناعة الابتسامة قد يظن البعض انها لا تعوض ويركن الى سكون عميق .
لقد خلق الانسان ليعيش في تحد دائم مع الحياة كما قال فيلسوف الرواية الروسي فيودور دستوفسكي . كل من مر بحياتنا وترجل في قارعة الطريق لم يكن حقيقيا ولا حفيا بنا , انما اتت به مصلحة وغرض قضاه ورضي بالغنيمة والاياب , نستمتع بتقلبات الاشخاص الغير حقيقيين بهدؤ تماما كجلوسنا على حافة الشاطئ نتأمل الامواج في مدها وجزرها , تأخذ من الرمل وتعيد في ايابها ما اخذته باستياء .
كل ما بني على باطل سيهدمه الحق ولو طال الاجل , اذا تحدثنا عن اشد انواع الخداع واسهلها فهو الخداع العاطفي , والعاطفة هنا ليست الحب بين اثنين انما , احتواء صديق او مساعدة قريب او شهامة جار لكن الضبابية تتم عند الشعور بهشاشة تلك العلاقات وسطحيتها وانهيارها في اول اختبار .
اشتعلت في بلادنا حرب ضروس كانت الكراهية الغير معلنة وقودها الاساسي , فمنذ عقود تصالح الجميع مع الرشاوي واطلق عليها لقب تسهيلات خوفا من عواقبها , اما عن المحسوبية فحدث ولا حرج .
قضيت عقودا من عمري وسط مجتمع معافى وعند عودتي لمسقط رأسي ادهشني ان الجميع يكذب ببجاحة "الا من رحم ربي" وليس هنالك اي مجال للندم عن هذه الموبقات .
الفضيلة لا تدرس ولا تكتسب , انما هي اسلوب تنشئة , فهل نحن في انتظار جيل جديد معافى ام اننا وعينا الدرس .
محمد الفاتح الكاشف
14فبراير 2025
تورنتو , كندا