مقال ⁄اجتماعي

ولا تحقرن من المعروف شيئا . .واتقي النار ولو بشق تمرة

ولا تحقرن من المعروف شيئا . .واتقي النار ولو بشق تمرة

السادات محمد علي 

      بينما كنت في زيارة لأحد الأصدقاء نهارا" بمكتبه وعلي مقربة من الطرق الرئيسية بالموقف العام بكسلا، وكان الوقت نهارا" فإذا به حان وقت صلاة الظهر، ونسبة لأن المكان ضيقا" و لايتسع كي أصلي بداخله، فخرجت بحثا" عن .قارورة. ماء أو  .أبريق .أملا" في أن أتوضي ومن ثم أجد لي حيزا"يتسع للمصلاة التي موجودة بداخل المتجر.

وعندما خرجت وقعت عيناي علي بقالة في الإتجاه المعاكس وبالفعل قمت بقطع الطريق ووجدت .أبريق. وتم تزويده لي بالماء من الدكان المجاورمن قبل العاملين، وجلست في كرسي خارج البقالة وبالفعل قمت بخلع حزاي وشرعت في الوضوء وكلي تركيزا"أرضا" مع الإبريق والوضوء  وحينذاك إذا بها تأتي إلي إمرأة وهي كبيرة جدا"في السن وذات ملامح كسلاوية قحة وتبدوا بساطة أهل الشرق ومحياهم المضئ والبشوش .

جاءتني وباستحياء وهي تحمل .برشا .بكلتايديها النحيفتان وكما هو معروف منسوجا"من سعف الدوم وهو ليس بالحجم الكبير ، وقفت بجانبي وقالت لي بهمس .تشتري برش  .فرددت عليها .بشكرا. ولم أنظر إليها حتي تلك اللحظة إلا بعد أن ذهبت مني ببضع خطوات. وعندئذ أيقنت أنها إمرأة كبيرة وبكل التفاصيل التي ذكرتها آنفا".

إنتابني إحساس غريب وتأثرت جدا" وقطعت الوضوء وهرعت نحوها وأعطيتها الفي النصيب دون أن أشتري منها .البرش.

 إنتابني إحساس بأن تلك المرأة وبرغم سنها الكبيرة وعروقها الظاهرة وجسمها النحيف وفي وضح النهار الساخن وتسير برجليها وفي رمضان تحمل ذلك. البرش. أملا" منها في أن تجد من يقوم بشراءه منها كي تكسب رزقا"حلالا"طيبا"مباركا"

فيه بعون الله.

هذا البرش لا أدري ماهو ثمنه في السوق بالضبط، وهو ليست غالي بالتأكيد مقارنة مع الوضع عامة ولكن بالنسبة لهامهما كان حجم الفائدة أوالربح ، أكيد فيه إحساس بروح العمل والرزق الحلال ومن عرق الجبين 

وربما تكون تلك المرأة قادمة للسوق من منطقة بعيدة ربما تكون ممتطية .مواصلاتين . كي تصل للسوق.

وبالتأكيد أن هذا البرش قامت بشراء  السعف الذي صنع منه وفوق هذا وذاك قد تستغرق عملية نسجه بضعة أيام حتي يصبح جاهزا"للبيع.

مادعاني لهذا السرد هو أننا يجب أن نتعلم من هذه الحياة التي هي بسيطة بكل ما تحمل الكلمة من معني وربناسبحانه وتعالي خلقنا مختلفين في كل شئ ،فهناك  الفقير والغني والصحيح والسقيم ...إلخ ونحو ذلك بجميع الإختلافات كي نتنافس للوصول  للأفضل وتحقيق المبتغي وذلك بالأمل والعمل فعلينا عدم الإستهانة بأي شخص يعمل ويسترزق من عمله وعرقه بكسب حلال وعيش كريم أيا" كان العمل الذي يعمل به.

.ولا تحقرن من المعروف شيئا . .واتقي النار ولو بشق تمرة.

كيف لا ونحن نعيش أياما" مباركات تقبل فيها الأعمال وترفع فيها الأكف بالدعاء بأن تفتح أبواب الرزق.

علينا بالتصدق وأن نتفقد وأن نشجع بعضنا البعض بنعمة السعي وراء الرزق الحلال. ولنطرق الأبواب وأكيد ربنا سبحانه وتعالى

.فالق الحب في النوي .وعالم السر وأخفي سيرزقنا من حيث لا ندري ونحتسب.

وعلينا أن لا نستهين بأحد بأي حال من الأحوال ، ولنتذكر أن الأرزاق بيد الله.

ولنرحم من في الأرض كي يرحمنا من في السماء .خاصة في هذه الأيام المباركة التي نتنسم فيها عبق شهر رمضان المعظم. 

ولنقتدي برسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، الذي كان جوادا"وأكثر مايكون في رمضان .

شهرالكرم والجود.ولنتذكر ونعمل بأنه...

يجود علينا الأكرمون بفضلهم ونحن بفضل الأكرمين نجود.

فلنرحم البسطاء المساكين الذين لا حول لهم ولاقوة وأن لا نستهين بهم ...

تحياتي..