مقال ⁄اجتماعي

ثقافة ..ادب..فن

بقلم..الاستاذ الدكتور عبد العظيم أكول

رجل تستخفه بسمة طفل..وتنزل دموعه بغير موعد امام منظر انساني ياخذ بمجامع قلبه..رقيق المشاعر..ينبض قلبه بالانسانية..محب للخير والجمال ..طموح وثاب..بني قصرا من المجد بمثابرته وحرصه علي تطوير نفسه..جنع مابين النقد الفني والعمل الاعلامي عبر الفضائيات..حبل منذ طفولته علي حب الفن ولم لا فخاله هو المطرب الذري الكبير الراحل ابراهيم عوض..ودخل الاذاعة السودانية يافعا عبر برامج الاطفال..اذن هو اعلامي بالفطرة..انه الزميل العزيز الذي زاملته عن قرب في العمل الصحفي بالصحف الرياضية المتخصصة وبكبريات الصحف السياسية الاستاذ الاعلامي المتميز عبد الباقي خالد عبيد..

في مجال النقد الفني كنا ثلة تعد علي اصابع اليد حينما ولجنا هذا المجال في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات..وكنت اكتب في صحيفة الاسبوع واحرر عمود صحفي بصفحة استاذنا الشاعر الراحل محمد يوسف موسي الذي كان يرتبط بعلاقة قوية باساتذتنا احمد البلال الطيب الدينمو المحرك للاسبوع التي تسيدت وتربعت علي عرش الصحف السياسية في الثمانينيات والدكتور الراحل استاذنا محي الدين تيتاوي..وكان ان انضم الينا شابا راقيا بكتاباته المعبرة والناضجة في الفن وهو الاستاذ عبد الباقي خالد عبيد ومن هنا بدأت علاقتي الممتدة حتي اليوم به..انسان من طراز فريد يملك من الوفاء والانسانية حد الترف..ثم  تشاء الاقدار ان نعمل سويا في صحيفة عالم النجوم..كنت احرر صفحة فنية اسبوعية وكان عبد الباقي يحرر الملف الفني الاسبوع وهو اول من ابتكر تحرير صفحتي الوسط لاستضافة احد رموز الفن السوداني..وقد ارتبط بقة كما يحلو للبعض تسميته بزملاء اعزاء منهم مختار دفع الله وصلاح شعيب والراحل محجوب محمد احمد وامير عبد الماجد وهيثم كابو والراحل محجوب عبد الحفيظ والراحل زين العابدين احمد محمد ويوسف النعمة ثم تحول لصحيفة الوان بعد ان صقل تجربته الصحفية في عدد من الصحف الرياضية والسياسية وكانت الوان الاكثر توزيعا بقيادة استاذنا حسين خوجلي..ولعبد الباقي فضل كبير علي الساحة الفنية اذ اسهم بسهم كبير في تسليط الضوء علي عدد كبير من المطربين والشعراء ايمانا برسالته في ان الفن يعمل علي الارتقاء بالذوق العام ويشكل الوجدان السوداني..ومالفت نظري علاقته الوطيدة بالمبدع الكبير مختار دفع الله وكذلك فان عبد الباقي من اقرب المقربين للمطرب الاسطوري محمود عبد العزيز..واذكر انه جاء الي ذات مساء بالمنزل ومعه توام الروح مختار دفع الله طالبا مني ان اقوم بتقديم مطرب شاب جديد في الساحة هو الراحل محمود عبد العزيز في اول جلسة استماع خاصة باعماله بعد ان تعاقدت معه شركة حصاد للانتاج الفني لتسجيل اول البومين له بروسيا بتوزيع الموسيقار الدكتور الفاتح حسين..وبالفعل قدمت المطرب محمود عبد العزيز ولم اكن اعرفه حينها ولم يكن معروفا وفي بداية مشواره الفني ولكنه كان يمتلك اغنيات خاصة ورؤية فنية جديدة..وكان عبد الباقي من اكثر الناس ايمانا بمستقبله وانه سيكون اسطورة الغناء خاصة لدي الشباب الذي اطلق عليهم فيما بعد الحواتة..لانه رافق محمود منذ برامج الاطفال مع طارق الاسيد وشريف النور واخرين..بل تعدي الامر ان اعجب عبد الباقي باغنية ..عمري ..التي كتب كلماتها الحبيب مختار دفع الله ولحنها الموسيقار الدكتور هاشم عبد السلام المحامي وطلب منا شخصي ومختار ان تكون الاغنية لمحمود واجري الاتصال اللازم برفيق دربه محمود وتم تحديد اقامة بروفات الاغنية في منزل صديق عزيز لمحمود هو الراحل الصايم بمنزله بام درمان حي القماير..وبالفعل ذهبنا شخصي ومختار والبروفيسور الراحل فيصل محمد مكي امين مؤسس ومدير معهد سكينة ..طيب الله ثراه..واجري محمود البروفات بحضورنا..الاغنية تقول بعض كلماتها وهي واحدة من اشراقات النابغة مختار دفع الله..

عمري

بعدو بالساعات

عشان خاطر مواعيدك

أماني اللقيا في عيوني

متين القاك واضم ايدك

دي حتي

عيوني ياغالي

بقت ولهانة بتريدك

عمري

ولم يتوقف طموح الاستاذ عبد الباقي عند العمل الصحفي في المجال الفني بل كان يشارك كذلك عبر الدراما وهو من الذين تشربوا من صغرهم بحب التمثيل..ثم توج جهوده في مجال العمل الاعلامي باعداد وتقديم البرامج عبر تلفزيون السودان ثم في قناة انغام المتخصصة في الفنون والثقافة وكان احد اعمدة القناة واستمر في هذا المجال ولم يتوقف الا بسبب الاحداث العصيبة التي مرت بها بلادنا الحبيبة التي صارت تتعافي حاليا من دنس التمرد..وسافر الاستاذ عبد الباقي الي القاهرة مع اسرته الكريمة وهو ايضا يرتبط بصلات اسرية بالصديق العزيز الصحفي الكبير اخو الاخوان الهندي عز الدين..

خلاصة القول فان الاستاذ عبد الباقي خالد عبيد قد قدم الكثير دون من او اذي للثقافة والفنون في بلادنا ووثق للابداع السوداني لاكثر من ثلاثين عاما ونعتقد انه يستحق التكريم لما قدمه لبلادنا من عمل جليل في مجاله الذي يعشقه بالفطرة وهو المجال الفني والثقافي والابداعي..ونشير كذلك الي ان الصحفي الكبير الصديق العزيز رئيس تحرير صحيفة الدار الاستاذ مبارك البلال وهو صحفي متميز للغاية له يعود الفضل في تطوير صحيفة الدار وتربعها علي قمة الصحف المتخصصة بما يملكه من افاق وموهبة تفجرت نيلا وامطارا وغماما وقمحا عبر صحيفة الدار التي استمرت ايضا الي تاريخ اليوم عبر نسختها الالكترونية الجديدة عبر الزميل مبارك البلاد والذي سنفرد عنه مقالا كاملا باذن الله

نقول ان الاستاذ الصحفي والاعلامي عبد الباقي خالد عبيد واحدا من رواد الصحافة الفنية والادبية ببلادنا..ويحفظ له التاريخ دوره الكبير في تسليط الاضواء علي الانشطة الادبية والثقافية والفنية بلا كلل او ملل

متعه الله بالصحة والعافية