رهاب . رهاب. هكذا تولد الأفكار العظيمة 7 ابريل 2025
قلم / د . محمد خير حسن محمد خير
الاستاذ الدكتور محمد خير حسن أشير الي مقالكم القيّم الذي جاء تحت عنوان " *واااا أسفاي وااا مأساتي واااااا ذلي؟؟؟؟!!!!!!!* " وأشيد وأباهي بكم دكتورنا العزيز على هذا المقال الذي سطر بأحرف من نور حقيقة ما نعيشه اليوم ، ولعل ما الهم قلمي هو إعجابي بتطرقك لمسألة الاخلاق الوطنية والانتماء الوطني الذي اراه يعد جوهر كل مراحل معركة الكرامة وليست المرحلة الثانية فقط.
وتقسيمك لمعركة الكرامة الثانية حول دعامتين اساسيتين تتمثل في الاخلاق الوطنية و التعليم هو مفتاح التنوير الفكري والتطوير والإعمار لجميع القطاعات الإنتاجية التي سوف تمهد لسودان جديد بإذن الله
وقد تجسدت في المقال اطروحات فكرية تحدثت عن الوعي كأولوية وطنية والذي أعادني بالذاكرة الي ما ذكره السيد اسماعيل الأزهري في كتابه ( الطريق الي البرلمان ) حول الدستور والمنهج الذي صاغه لتربية اجيال تحمل في صدورها شعلة الروح الوطنية وتنهض بالقومية وتعمل على ترسيخ الديمقراطية في شتى مجالات الدولة.، وهذا ما نصبو إليه ..
فإني اراك استاذي دكتور محمد خير حسن تسهم بقيمة مضافة للتاريخ بمثل هذه المساهمات الفكرية المتميّزة فالسودان يحتاج لمثل هذه العقول النيرة
والذي يؤكد ان السودان لم يعاني مطلقاً من شح العقول النيرة ولعل الذي ينقص البلاد الارادة السياسية التي تحقق الإستقرار السياسي وتنمي الوازع الوطني .. فإذا أمعنّأ النظر في التحولات التي طرأت على الروح الوطنية السودانية نرى أن الأحزاب السياسية التي نشأت إبّان وبعد الاستعمار الانجليزي حاولت جعل حب الوطن يمر عبر الانتماء إليها، واستطاعت الأحزاب التقليدية الاتكاء على العاطفة الدينية للشعب السوداني والولاء لشيخ الطائفة الدينية لتحوّل ذلك الرصيد الاجتماعي لتبعية سياسية الي يومنا هذا..، ولعل مفهوم الوطنية في السودان قد تم قصداً إهدار دمه وتوزيعه بين قبائل تحمل معايير ايدولوجية وطائفية ودينية (او التديّن الكاذب..) فلا ربحنا الدين ولا كسبنا الوطن!!
لذلك أرى أنّ الملعب السياسي في حاجة ماسة لتجديد الفكر السياسي السوداني ، ومن الإستراتيجيات العامة التي تعزز الهوية القومية او الاخلاق الوطنية والانتماء الوطني هي النهوض بالمواطنة التي تنطوي على مجموعة محددة وواضحة المعالم من الحقوق الفردية و القانونية وواجبات وحقوق سياسية وحقوق إقتصادية وإجتماعية ، وايضاً التوطيد التقدمي للتعليم القومي والنظم الإعلامية لترسيخ صورة الأمة ، و تجسيد نمطي للشخصية الوطنية القيادية والقومية .
_ ومن شأن الاخلاق الوطنية ايضاً القضاء على المتناقضات التي ظهرت في الشخصية السودانية إبّان هذه الحرب، مع تعزيز التعليم والوعي وتعزيز دور الاعلام والحوار والتفاهم ،ووضع قوانين رادعة وزاجرة .
*الطالبة وهج علي إدريس*
*رابعة علاقات دولية*
*كلية الاقتصاد والعلوم السياسية*
*جامعة ام درمان الإسلامية*