خارج الملعب.. رحلة كفاح ساديو ماني من الفقر إلى العالمية

في عالم كرة القدم، اعتدنا أن نتابع تألق اللاعبين على المستطيل الأخضر، مهاراتهم الفذة، وأهدافهم الحاسمة، لكن خلف الكواليس، هناك قصص إنسانية وأحداث نادرة لا يعرفها الكثيرون.
في "خارج الملعب"، نسلط الضوء يوميًا خلال شهر رمضان على حكايات غير مألوفة من حياة نجوم الكرة بعيدًا عن الأضواء، حيث نكشف عن مواقف إنسانية ملهمة، تحديات غير متوقعة، أو حتى لحظات صنعت فارقًا في مسيرتهم، لكنها لم تحدث داخل الملعب. تابعونا لاكتشاف الوجه الآخر لأبطال المستديرة!
ساديو ماني
في قرية صغيرة وفقيرة بالسنغال، حيث لا يوجد مستشفى ويعتمد معظم سكانها على الزراعة، نشأ ساديو ماني حاملاً في قلبه حلماً كبيراً يتجاوز حدود المكان والظروف، ومنذ طفولته، كان يقضي ساعات طويلة في الشوارع يلعب كرة القدم بحذاء ممزق وملابس متواضعة، لكن شغفه باللعبة لم يعرف حدودًا.
حين بلغ الخامسة عشرة، اتخذ قراره الجريء بالسفر إلى العاصمة دكار بحثًا عن فرصة حقيقية، وكان الاختبار الأول تحديًا صعبًا؛ فقد لاحظ المسؤولون أن حذاءه المهترئ لا يصلح للعب، فسأله أحدهم مستغربًا: "كيف ستلعب بهذا الحذاء القديم؟" لكن ماني لم يكن بحاجة إلى حذاء جديد بقدر حاجته إلى الإيمان بنفسه، وكان ذلك كافيًا ليشق طريقه نحو النجومية.
موهبته الفريدة قادته إلى الاحتراف في ميتز الفرنسي، ثم سالزبورج النمساوي، وبعدها ساوثهامبتون الإنجليزي، قبل أن يصبح أحد نجوم ليفربول في أزهى فترات مسيرته الكروية، ثم الإنتقال لبايرن ميونخ، وأخيرا النصر السعودي ليرافق كريستيانو رونالدو في الهجوم، لكن رغم المجد الذي حققه، لم ينسَ جذوره، فظل متمسكًا بقيمه ومسؤوليته تجاه قريته.
لم ينسَ ماني المعاناة التي مر بها، فقرر أن يكون الأمل لمن بعده، فأنشأ مدرسة وأكاديمية كروية للأطفال في قريته، ليمنحهم فرصة أفضل، تمامًا كما كان يحلم وهو صغير.
قصة ماني ليست مجرد رحلة لاعب كرة قدم، بل حكاية إلهام، عنوانها الإصرار والتواضع، ورمزها أن النجاح الحقيقي هو أن تعود إلى حيث بدأت، وتكون نورًا لمن يسيرون بعدك.
youm7.com