خارج الملعب.. فاردي من عامل مناجم إلى بطل الدوري الإنجليزي

في عالم كرة القدم، اعتدنا أن نتابع تألق اللاعبين على المستطيل الأخضر، مهاراتهم الفذة، وأهدافهم الحاسمة، لكن خلف الكواليس، هناك قصص إنسانية وأحداث نادرة لا يعرفها الكثيرون.
في "خارج الملعب"، نسلط الضوء يوميًا خلال شهر رمضان على حكايات غير مألوفة من حياة نجوم الكرة بعيدًا عن الأضواء، حيث نكشف عن مواقف إنسانية ملهمة، تحديات غير متوقعة، أو حتى لحظات صنعت فارقًا في مسيرتهم، لكنها لم تحدث داخل الملعب. تابعونا لاكتشاف الوجه الآخر لأبطال المستديرة!
حين نتحدث عن قصص النجاح الملهمة في عالم كرة القدم، لا بد أن تتصدر مسيرة جيمي فاردي المشهد، فلم يكن طريقه مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالعثرات التي كادت أن تبعده عن المستطيل الأخضر نهائيًا.
بدأ فاردي مسيرته في أكاديمية شيفيلد يونايتد، لكنه لم ينجح في ترك بصمته بسبب سوء التزامه ومشاكله خارج الملعب، مما أدى إلى الاستغناء عنه مبكرًا، خيبة الأمل هذه دفعته للتخلي عن حلمه والعمل في مناجم الفحم، لكن الشغف بكرة القدم لم يختفِ، ليقرر العودة من بوابة فريق ستوكبريدج في دوري الدرجة الثامنة، ورغم أنه لعب بلا مقابل مادي، إلا أنه أصر على إثبات نفسه لمدة سبع سنوات.
لم تكن هذه الفترة خالية من المتاعب، فقد تورط فاردي في شجار عنيف أدى إلى وضعه تحت المراقبة الأمنية بجهاز تعقب يُحدد تحركاته، ولم يُسمح له بالبقاء خارج منزله بعد السادسة مساءً، ومع ذلك، لم يمنعه ذلك من مواصلة السعي لتحقيق حلمه، فانتقل إلى فليتوود تاون وتألق هناك، مما لفت أنظار ليستر سيتي الذي تعاقد معه عام 2012.
ورغم البداية المتعثرة، تحول فاردي إلى أحد أبرز المهاجمين في إنجلترا، ليقود ليستر إلى تحقيق معجزة كروية بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016 في إنجاز تاريخي، وعلى الصعيد الدولي، أصبح ركيزة أساسية في المنتخب الإنجليزي وساهم في وصولهم إلى نصف نهائي مونديال 2018، ليُثبت أن الإرادة والعزيمة قادرتان على صنع المستحيل.
قصة فاردي ليست مجرد حكاية نجاح، بل درس في الإصرار وعدم الاستسلام، تُذكرنا بأن الأحلام يمكن أن تتحقق حتى في أحلك الظروف.
youm7.com