خبر ⁄رياضي

فوز بيراميدز الأفريقي يربك مشاعر مشجعي الكرة المصرية

فوز بيراميدز الأفريقي يربك مشاعر مشجعي الكرة المصرية

أثار تتويج فريق بيراميدز المصري بلقب مسابقة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، تفاعلاً من جانب جماهير كرة القدم المصرية، التي تباينت مشاعرها وانقسمت آراؤها بين الفخر بإنجاز فريق مصري، والمرارة من تفوق الفريق ذي العهد الحديث نسبياً أمام جماهيرية وتاريخ قطبي الكرة الأهلي والزمالك، والقلق من تأثير هذا الانتصار على خريطة المنافسة المحلية مستقبلاً.

وتغلب بيراميدز على ضيفه ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي 2 - 1 في مباراة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا، مساء الأحد، فيما كانت مباراة الذهاب التي أقيمت في بريتوريا الأسبوع الماضي قد انتهت بالتعادل 1 - 1.

وأصبح بيراميدز رابع فريق مصري يُتوج باللقب بعد الأهلي (12 بطولة أحدثها في 2024)، والزمالك (5 بطولات أحدثها في 2002)، والإسماعيلي (بطولة 1969).

1000 مبروك لفريق بيراميدزبطولة مستحقة.... وليلة تاريخية https://t.co/adGiVf4GqL

— Mo'taz kareem (@Rewaya4you) June 1, 2025

وظهرت جماهير الأهلي والزمالك في مدرجات «استاد الدفاع الجوي» بالقاهرة، وهي تساند الفريق «السماوي» في المباراة، خصوصاً من جانب جماهير القلعة البيضاء، إلا أن جماهير الغريمين التاريخيين دخلت في سجالات طويلة عبر منصات التواصل الاجتماعي عقب التتويج القاري، واتجهت إلى «التحفيل الكروي» الذي عكس مشاعر مرتبكة بين الجانبين.

وعبّر قطاع كبير من جماهير الزمالك عن فرحتهم بفوز بيراميدز، مبررين أن فوز الفريق هو بمثابة انتصار لهم، لا سيما أن الأخير يضم عدداً من اللاعبين الذين ارتدوا من قبل القميص الأبيض.

#بيراميدز_صن_داونزخالد الغندور يضرب ولا يُبالى @AlAhly pic.twitter.com/nCv55Ympbs

— AhmedNasef (@AhmedNasef66948) June 2, 2025

وترجم هذا القطاع فرحته بتداول مقطع فيديو عبر منصات «السوشيال ميديا» يعلّق فيه الإعلامي ولاعب الزمالك السابق خالد الغندور، على تتويج بيراميدز، مؤكداً أن رمضان صبحي، نجم الأهلي السابق ولاعب بيراميدز الحالي، ثأر للأهلي من الفريق الجنوب أفريقي.

كما عبّر قطاع آخر في سخرية بما يفيد أن بيراميدز ثأر للأهلي من هزيمته أمام صنداونز في الدور قبل النهائي للبطولة.

وعلى النقيض رأى قطاع زملكاوي ثالث أن فريقه، صاحب التاريخ الأفريقي، هو من يستحق أن يكون مكان الفريق «السماوي» حديث التأسيس، منتقداً فرحة أقرانهم المبالغ فيها بانتصار الغير.

اوف.. جديدة دي!مع اني اهلاوي بس حركة جامدة الصراحة والنادي ده بيمشي بخطوات ثابتة في التأثير على الخريطة الكروية في مصر وتجميع قاعدة جماهيرية في القاهرة.كده القاهرة بقت تلت الوان https://t.co/eIiHqyHz2T

— Gündogan (@MooElgendy) June 2, 2025

في المقابل، انتقد مشجعون للأهلي ترك جماهير الزمالك تشجيع فريقها ورضاءها أن تكون «صوت بيراميدز»، حسب وصفهم، بينما ذهب آخرون إلى أن «السماوي» أزاح الزمالك عن مكانته، وأصبح هو منافس الأهلي الآن محلياً وقارياً.

وأمام السخرية الزملكاوية من كون بيراميدز ثأر للأهلي من صنداونز، ذكّر قطاع آخر من الجماهير الحمراء نظراءهم من مشجعي الزمالك بأن البطولة الوحيدة لدوري أبطال أفريقيا التي فاز فيها الفريق الجنوب أفريقي كانت على حساب الزمالك عام 2016.

بينما كان ابتعاد الزمالك عن منصة التتويج بالبطولة الأغلى على مستوى الأندية الأفريقية منذ عام 2002 مجالاً آخر للمشاعر المتباينة بين الجمهورين، فبينما سخر بعض الأهلاوية من عدم تذوق الزمالك طعم الانتصار الأفريقي بدوري الأبطال منذ 23 عاماً، كانت الأعوام نفسها دافعاً لجماهير بيضاء لتوجيه انتقادها اللاذع لإدارتها، مبدين حزنهم الشديد على اسم الزمالك.

كذلك صبت بعض جماهير الأهلي غضبها على المدير الفني السابق، السويسري مارسيل كولر، متهمين إياه بأنه السبب في الإقصاء أمام صنداونز، وأنه أضاع بطولة كان من السهل أن تضيفها القلعة الحمراء لسجلها الأفريقي الحافل.

وقال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي، إن «فوز بيراميدز ببطولة قارية أثار مشاعر متباينة بين جماهير الكرة المصرية، خصوصاً مشجعي الأهلي والزمالك، الذين وجدوا أنفسهم أمام واقع جديد لم يعتادوه، فالأهلي، الذي طالما سيطر على الألقاب الأفريقية، لم يكن يتوقع أن يظهر فريق حديث التأسيس لينافسه بهذه القوة والندية، بينما الزمالك رأى في هذا الإنجاز تأكيداً على تفوق بيراميدز عليه في المنافسة القارية».

لاعبو بيراميدز يحتفلون بالتتويج الأفريقي (حساب النادي)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لم يسبق لأي فريق مصري حديث العهد أن وصل إلى منصة التتويج الأفريقية، واليوم يأتي بيراميدز ليكسر النمط التقليدي، ويفرض نفسه على المشهد الكروي المحلي والقاري، هذا النجاح يخلق حالة من القلق لدى جماهير الأهلي والزمالك، ليس فقط بسبب خسارة اللقب، ولكن لأن المنافس الجديد أصبح داخل مصر، وليس من خارجها مثل الترجي التونسي أو الوداد المغربي، مما يجعل التحدي أكثر حساسية، ويدفع الجميع لإعادة النظر في شكل المنافسة المحلية في المستقبل».

ويشير الناقد الرياضي إلى أن «فوز بيراميدز ببطولة قارية لم يكن مجرد انتصار لفريق صاعد، بل أربك مشاعر مشجعي كرة القدم في مصر وغيّر معادلات المنافسة التقليدية، فالنادي الإسماعيلي أول فريق مصري وعربي يفوز بلقب البطولة يكافح للبقاء في الدوري، والزمالك يعيش تراجعاً مستمراً للموسم الثالث على التوالي، بينما المنافسة تنحصر بين الأهلي وبيراميدز، فالكرة المصرية تشهد مرحلة تحول، والجماهير لم تعتد هذه المعطيات الجديدة، وبالتالي من الطبيعي أن تكون هناك مشاعر مرتبكة، يتم التعبير عنها بطرق متباينة».

aawsat.com