خبر ⁄منوعات

ولايات كردفان عالقة بين الحصار وأزمات الغذاء والدواء

ولايات كردفان عالقة بين الحصار وأزمات الغذاء والدواء

بين الحصار وأزمات الغذاء والدواء يعاني سكان ولايات كردفان أشد المعاناة جراء الحرب، توفي ستة أطفال في إحدى مراكز الإيواء داخل المدينة بسبب سوء التغذية الحاد وعجز أسرهم عن نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج

كسلا – محمد الحافظ كباشي

في ظل تطاول أمد الحرب بالسودان، تواصل قوات “الدعم السريع” التي تخوض حرباً دامية مع الجيش السوداني منذ منتصف أبريل 2023، فرض حصاراً محكماً على ولايات كردفان الثلاث، مما فاقم أوضاع السكان خصوصاً مع ندرة السلع الغذائية ونفاد المدخرات المالية وانقطاع الأدوية، فضلاً عن صعوبة وصول البضائع بصورة منتظمة إلى تلك الأقاليم.

 

 

وإزاء هذا الوضع، بات شبح المجاعة يهدد آلاف المواطنين نتيجة لهذا الحصار منذ مايو الماضي، ونتج عن ذلك ارتفاع جنوني في أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية، بعد أن وسعت القوات من نقاط تفتيشها وفرضت جبايات طائلة على الشاحنات التي تنقل البضائع من وإلى تلك الولايات.

أزمات ومخاوف

إلى ذلك، تسود المخاوف لدي سكان مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان “تبعد من الخرطوم 400 كيلومتر” من تأزم الأوضاع بصورة مخيفة خلال الفترة القادمة، إذ يعيش كثيراً منهم واقعاً مأسوياً في المناطق التي تشهد تكرار المعارك لدخول هذه المدينة والسيطرة عليها وبسط نفوذها.

 

الصديق محمد شريف، أحد الموجودين في مدينة الأبيض قال لـ (تاق برس) إن “الحرب أسهمت في توقف حركة نقل البضائع، حيث تعد المدينة نقطة تلاقي طرق تجارية مع بعض المدن الحيوية، لكن تمدد الصراع المسلح حال دون مواصلة العمل بسبب حصار قوات (الدعم السريع) المدينة، إلى جانب انتشار عصابات النهب المسلح، إضافة إلى نقاط التفتيش التي تفرض رسوماً طائلة للعبور، مما يعرض التجار إلى خسائر مادية كبيرة.

وأضاف أن “أسعار السلع الاستهلاكية ارتفعت لمعدلات قياسية، إذا تجاوزت الـ 400 في المئة، إلى جانب الندرة والشح في الأسواق لبعض المواد الغذائية.

وأشار إلى أن “استمرار الحال على هذا النحو، فضلاً عن توقف انسياب السلع الاستهلاكية الضرورية وتوقف المساعدات الإنسانية حتماً سيترتب عليه الجوع والمرض اللذان انتشرا بصورة واسعة بسبب الحرب.

إرتفاع الأسعار

وعلى صعيد متصل، أوضح حامد النور، أحد سكان مدينة النهود بولاية غرب كردفان أن “الإقليم يعاني تدهوراً اقتصادياً، لا سيما أن عاصمة الولاية تعد واحدة من مدن السودان المهمة، إذ تضم أكبر بورصة للمحصولات الزراعية والصمغ العربي ومركز زراعي بارز.

وأضاف أن “حالة التضخم وارتفاع الأسعار وندرة السلع ترجع إلى عمليات النهب الواسعة التي جعلت الطرق غير آمنة، فهذه الأسباب أدت بالتجار إلى تخزين السلع وأخذ الحيطة وتفادي الخسائر المادية.

وتابع : من أبرز السلع الاستهلاكية التي شهدت ارتفاعاً جنونياً، السكر الذي بلغ الجوال وزن 50 كيلوغراماً 150 ألف جنيه سوداني، والرز والعدس وزن 20 كيلوغراماً 100 ألف جنيه، إلى جانب دقيق الخبز 70 ألف جنيه وزيت الطعام ومشتقات الفول 80 ألف جنيه، إلى جانب ارتفاع غير مسبوق في لبن البدرة والبن، وهذه الأسعار غير ثابتة وفقاً لتأرجح الدولار وعدم استقراره.

 

 

 

سوء تغذية ووفيات

من جهته، يقول محمد حسين كير، أحد سكان مدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان أن “الإقليم يعيش حصاراً غير مسبوق من قوات الدعم السريع و”الحركة الشعبية -شمال”، مما جعل أبسط مقومات التغذية للأطفال غير متاحة بسبب ندرة السلع والمواد الغذائية، ونتيجة عدم قدرة السكان على الشراء بعد نفاد المدخرات المالية وتوقف الأعمال اليومية.

ولايات كردفان عالقة بين الحصار وأزمات الغذاء والدواء

 

وأضاف “توفي ستة أطفال في إحدى مراكز الإيواء داخل المدينة بسبب سوء التغذية الحاد وعجز أسرهم عن نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

 

وأشار كير إلى أن “أكثر من 400 طفل في المدينة يعانون سوء التغذية الحاد، وما يزيد على 1000 آخرين يعانون سوء التغذية المتوسط، كما أن الأوضاع الصحية لكبار السن والحوامل والمرضعات مقلقة لحد كبير.

tagpress.net