فوبيا السرة بوابة أسرار الجسم المخفية
لا يعلم الكثيرون بأي أعضاء الجسم تتصل "السرة" وهل ينتهي دورها عقب ولادة صاحبها. فـ"زر البطن" أو "السرة" -التي تبدأ في صورة أنبوب يربط الجنين بالأم- يغذيه بالأكسجين والعناصر الغذائية داخل الرحم قبل أن ينقطع ليصير جذعا صغيرا يسقط عقب أسبوع إلى أسبوعين من الولادة. وتختلف علاقة الناس بها، فمن هؤلاء من يعانون من "فوبيا السرة" أو مشاكل صحية متعلقة بها تبدأ منذ لحظة الولادة، إلى أولئك الذين ينسون وجودها من الأساس، وبين الاثنين تبقى السرة مخزنا للمعلومات والدلالات الهامة حول الحالة الصحية للجسم والأعضاء الداخلية.
أسرار "السرة" ولهذا قد "تتحجر"
تُعدّ السرة بوابة لجدار البطن، إذ لا تقتصر وظيفتها خلال المرحلة الجنينية على نقل الأكسجين والمواد المغذية إلى الجنين، بل تؤدي دورًا مهمًا في السماح لأمعاء الجنين بالخروج من التجويف البطني نتيجة ضيق المساحة أثناء النمو. وتعود الأمعاء لاحقًا إلى التجويف بعد بضعة أسابيع من الحمل، لكن أي خلل في هذه العملية قد يؤدي إلى ظهور "الفتق السري" لدى بعض الأفراد.
وإضافة إلى ذلك، ترتبط السرة خلال فترة الحمل بالمثانة عبر أنبوب يُغلق تلقائيًا بعد الولادة. إلا أن هناك تشوهات قد تصيب هذا الأنبوب في بعض الحالات، مما يؤدي إلى خروج البول من السرة. وهذا الارتباط القديم بين السرة والمثانة يُفسّر شعور البعض بالرغبة في التبول عند لمس السرة.
إعلانوترتبط السرة بجدار البطن، وتقع الأمعاء خلفها مباشرة، وعادة ما تأخد السرة أشكالا عديدة مثل:
- الشكل الأفقي
- الشكل الرأسي
- الشكل الدائري
- الشكل البيضاوي
- السرة على شكل حرف "تي" (T).
- شكل المصباح
مع مرور الوقت، يمكن أن تتحول السرة إلى ما يشبه "حصالة" حيث كشفت دراسة علمية نُشرت عام 2018 أن حركة التنفس المستمرة تؤدي إلى احتكاك دائم بين الملابس الملامسة لمنطقة السرة وتجويفها. وهذا الاحتكاك يخلف آلية انزلاق مستمرة تسهم في تراكم الوبر داخل السرة، إلى جانب تجمع الشعر والجلد الميت، الغبار والعرق والزيوت.
ويؤدي هذا التراكم المستمر، إذا لم يُنظف بانتظام، إلى حالة تُسمى "تحجر السرة" حيث تتجمع الأوساخ في تجويف السرة على مدى فترة طويلة.
فوبيا سرة البطن
فوبيا "الأومفالوفوبيا" أو رهاب سرة البطن يعد أحد أنواع اضطرابات القلق التي تتسبب في شعور شديد بالتوتر وظهور أعراض جسدية عند التفكير في سرة البطن أو رؤيتها. ويعاني المصابون بهذا الرهاب من صعوبة في النظر إلى السرة أو لمسها، سواء كانت سرتهم أو سرة شخص آخر، مما يؤثر بشكل كبير على أنشطتهم اليومية.
وغالبًا ما يضطر المصابون إلى تجنب أماكن مثل حمامات السباحة والشواطئ وغرف تغيير الملابس، إضافة إلى أي موقف قد يعرضهم لرؤية سرة البطن. ويرجع ذلك إلى الأعراض التي تظهر عليهم في هذه الحالات، والتي تشمل:
- جفاف الفم
- الرجفة
- التعرق
- ضيق التنفس
- اضطراب المعدة والغثيان
- ضيق الصدر
- سرعة ضربات القلب
هذا ما تخبرك به السرة عن حالتك الصحية
قد يكون الخوف من مشكلات مرتبطة بالسرة مبررا، نظرا للدلالات الصحية المرتبطة بها والتي تشير إلى أمراض مختلفة قد لا تكون لها علاقة مباشرة بالسرة نفسها، ومنها:
خروج الدم من السرة عند السيدات: قد يكون مؤشرا على حالة تُعرف بـ"مرض بطانة الرحم السُري".
إعلانظهور تورم أو عقد جديدة في السرة: قد يشير إلى "السرطان النقيلي" وهو علامة على انتشار السرطان من موقعه الأصلي إلى أنسجة السرة.
انتفاخ الأوردة الصغيرة حول السرة: عندما تبدو على شكل "رأس ميدوسا" قد تكون دلالة على أمراض الكبد.
خروج البول من السرة عند حديثي الولادة: يشير إلى تشوهات أو مشكلات في الأنبوب الواصل بين المثانة والسرة.
الإصابة بداء السكري: وفقًا لدراسة أجريت عام 2014، يكون مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بعدوى في منطقة السرة، بما في ذلك عدوى الخميرة، نتيجة ضعف الجهاز المناعي.
مشكلات السرة
السرة نفسها قد تُصاب بالعديد من المشكلات الصحية، مثل العدوى الناتجة عن البكتيريا الضارة أو الفطريات التي تنمو بشكل مفرط داخلها، مما يؤدي إلى التهابات وظهور خراريج. وتشمل الأعراض المرتبطة بهذه المشكلات:
- إفرازات سميكة بألوان مختلفة مثل الأصفر أو الأخضر أو الأبيض.
- إحساس بالألم أو التورم في منطقة السرة.
- رائحة كريهة ناتجة عن العدوى.
الاهتمام بنظافة السرة والعناية بها يظل ضروريا لتجنب هذه المشكلات الصحية.
كيفية تنظيف السرة
تُعد الرائحة الكريهة والملمس اللزج للسرة أمرا طبيعيا، وهذا غالبا نتيجة تراكم الأوساخ والوبر والجلد الميت الذي يختلط بالبكتيريا والفطريات الموجودة بشكل طبيعي. ومع ذلك، قد تشير بعض الحالات إلى مشكلات مرضية تتطلب عناية طبية.
للحفاظ على نظافة السرة وصحتها، يُنصح بالتالي:
- تنظيفها بلطف باستخدام صابون مضاد للبكتيريا.
- إزالة الأوساخ المتراكمة بملقط صغير عند الحاجة.
- استخدام محلول ملحي لتخفيف التحجر قبل شطفها.
- تجفيفها جيدًا بعد الاستحمام لمنع الرطوبة والعدوى.
- تجنب استخدام مستحضرات التجميل والمرطبات داخل السرة.
- ارتداء ملابس فضفاضة من ألياف طبيعية لتجنب التهيج.
- الامتناع عن ثقب السرة لتقليل خطر الالتهابات.
ويساعد اتباع هذه الإرشادات على الحفاظ على نظافة السرة وتقليل احتمالات الإصابة بالعدوى.
aljazeera.net