كنز الأجداد.. قصة معصرة زيوت عمرها أكثر من 200 عام فى قنا.. صور
للوهلة الأولى ستشعر أنك أمام كنز ترك لمئات السنين لم يعلن عن أسراره بعد، ورغم مرور وقت طويل علي إنشائها إلا أنها ما زالت تحتفظ بمعالمها القديمة وأحجارها التي صنعت من الجرانيت القديم ومكبس الزيوت الرصين، فهنا كل قطعة لها حكاية قديمة يسردها العم جهل حليم، حفيد مالك المعصرة.
بشغف وحب للذكريات يتحدث جهل الذي لم يكن لاسمه نصيب في مستواه العلمي، فحصل الرجل السبعيني على بكالوريوس العلوم وعمل في ذلك المجال لسنوات عديدة حتى بلغ سن المعاش، واستفاد من خبرة الأجداد في الزراعات وحافظ على الإرث القديم فرفض آلاف الجنيهات لبيع أحجار الجرانيت التي تحتويها المعصرة وحلم دائما جهل بأن تستعيد عملها مرة أخرى.
قال جهل حليم، على المعاش، إن معصرة الزيوت ذلك أقدم معصرة في محافظة قنا وسبقت معصرة مدينة قوص التي ما زالت تعمل في الوقت الحالي، وهي عبارة عن حجر من الجرانيت يزن 5 أطنان وأسفله حجر آخر يدور حوله ما في الأعلى وكانت تعمل يدويا ويجرها الأبقار.
وأوضح جهل، أن من أشهر الزيوت التي كانت تعصر في المعصرة زيوت الخس والذي كان منتشر زراعتها في وقت سابق، حيث كانت تزرع بين الفول وزراعات أخرى بكثافة فيتم تجميعه وعصره وله فوائد عديدة منها ما يفيد البصر، ويساعد على الصوم حيث لا يشعرك بالعطش، وظل العمل في صناعة زيت الخس حتى عام 1952 وبعدها بدأ عصر زيت حبة السمسم، وساعد ذلك كثيرا في وقت الستينيات، حيث كان هناك نقص في الزيوت.
وأشار جهل حليم، إلي أن مكونات المعصرة عبارة عن أحجار أبرزها حجر الجيرانيت ثم جذوع من الأتل الذي لديه القدرة على الصلابة وجذوع من شجر الدوم التي تتميز بطولها واستخدم ذلك الجذع في الجزء العلوى من المعصرة، وكانت توضع الغلال على الحجر ثم تطحن وما ينزل من عصير يتم وضعه في مكبس وانتظاره حتى ينتهى من العصر ووضعه فى زجاجات كبيرة من البلاستيك.
وأضاف جهل، أن تلك المعصرة هي إرث الأجداد له والتي حافظ عليها على مدار سنوات عديدة ورفض بيع حجر الجيرانيت لندرته رغم عرض مبالغ مالية لشرائه ويتمنى تطويرها لتعود للعمل مرة أخرى.
جهل حليم حفيد مالك المعصرة
حجر جيرانيت للمعصرة
مراسل اليوم السابع مع العم جهل
معصرة زيوت قديمة بقنا
معصرة زيوت من الداخل
معصرة زيوت نقادة
مكبس المعصرة
youm7.com