فاينانشيال تايمز: رئيس شركة دفاعية ألمانية كبرى يحذر من تهميش أوروبا فى مباحثات أوكرانيا

حذر رئيس شركة دفاعية ألمانية كبرى، من تهميش الدول الأوروبية في المحادثات التي تتعلق بمستقبل أوكرانيا، وعزا ذلك إلى تدني الاستثمار في الدفاع على مدار عقود طويلة.
وقال أرمين بابيرجر الرئيس التنفيذي لشركة "راينميتال" الألمانية الدفاعية العملاقة -في تصريحات خاصة لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية- إنه على أوروبا أن تلوم نفسها ببقائها على الهامش بعيداً عن مفاوضات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وشدد بابيرجر على أنه "ما لم تستثمر، وما لم تكن قوياً، فإنهم سيعاملونك كما الأطفال".
وأضاف "لقد كان من الملائم للغاية بالنسبة للأوروبيين على مدار الـ30 عاماً الأخيرة القول، لا بأس، انفقوا 1 في المائة [من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع]، إنها أمر جيد."
وكانت النتيجة، على حد قول بابيرجر، هو تلك الحالة أن نرى الأوروبيين يعاملون كما الأطفال يتم إيداعهم على طاولة منفصلة مخصصة لهم، بينما الولايات المتحدة وروسيا تنخرطان في نقاشات بشأن مستقبل أوكرانيا.
وحسب بيانات رسمية، فإن الفترة ما بين 2021 و2024، بلغ إجمالي الإنفاق الدفاعي لدول الاتحاد الأوروبي نحو 326 مليار يورو، وهو ما يشكل حوالي 1.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للتكتل.
ومارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوظاً كبيرة على أعضاء "الناتو" لزيادة إنفاقهم الدفاعي إلى أكثر من 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وتحدث بابيرجر بينما كان قادة أوروبا تحت وقع قرار ترامب بدعوة فلاديمير بوتين لبدء مفاوضات "فورية" حول صفقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا دون التشاور مع أوروبا أو كييف.
وبينما يسعى القادة الأوروبيون إلى الإلتفات إلى قضية أمن القارة بعد تهديدات الولايات المتحدة بإجراء خفض هائل في دعمها، قال رئيس شركة "راينميتال" الدفاعية الألمانية إن الطلب على السلاح في المنطقة سيظل قوياً حتى في حال حدوث وقف لإطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا.
وقال إن "الأوروبيين والأوكرانين ليس لديهم شيء في مستودعاتهم"، مشيراً إلى مخزونات الأسلحة الضئيلة التي تحتفظ بها القارة.
وكانت أسعار أسهم "راينميتال"، التي قفزت أربعة أضعاف منذ الغزو الروسي الواسع لأوكرانيا، قد منيت بتراجعات أخيرة بعد الإعلان عن خطة ترامب لبدء محادثات سلام الأسبوع الماضي.
بيد أن الأسهم الدفاعية الأوروبية، بما فيها "راينميتال"، عرفت مسيرة الصعود مجدداً نظراً لمراهنة المستثمرين على أن حكومات المنطقة سينبغي عليهم إجراء زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري كردة فعل لتنامي المخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من دورها، الذي استثمر على مدار عقود، كضامن لأمن القارة.
وأنفقت ألمانيا، أكبر اقتصاد في القارة نحو 2 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع في العام الماضي.
وقال الأمين العام لحلف "الناتو"، مارك روت أن التحالف سوف يرفع إلى "أكثر من 3 في المائة".
كانت أسهم المجموعات الدفاعية الأوروبية شهدت ارتفاعات حادة منذ الحرب على أوكرانيا في 2022، وقد تلقت دعماً إضافياً الاثنينبعد أثار نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، المزيد من حالة انعدام اليقين خلال عطلة نهاية الأسبوع بشأن مدى التزام واشنطن بضمان أمن القارة.
وحلَّت شركة "راينميتال" الألمانية بين الشركات الأكثر استفادة من تصاعد حالة انعدام اليقين عالمياً.
وأفاد بابيرجر، في تصريحاته لـ"فاينانشيال تايمز"، بأنه يتوقع مبيعات سنوية ما بين 30 و40 مليار يورو خلال السنوات الخمس المقبلة- وهي زيادة حادة إذا قورنت بما سجلته الشركة في عام 2021 حين بلغت مبيعاتها 5.7 مليار يورو، قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا.
youm7.com