رئيس وزراء النرويج يؤكد لترامب استقلالية اللجنة المسؤولة عن منح جائزة نوبل

أكد رئيس الوزراء النرويجي، يوناس جار ستوره، أن لجنة نوبل النرويجية المسؤولة عن منح جائزة نوبل للسلام، تتخذ قراراتها بشكل مستقل تماما ولا تخضع لأي تأثير من جانب حكومة بلاده.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان ترامب يستحق الترشح لنيل جائزة نوبل للسلام، لقاء جهوده في تسوية النزاع في أوكرانيا، قال ستوره: "أثمن للرئيس ترامب مبادراته البالغة الأهمية التي تهدف إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا، وهو أمر ملح وضروري لكلا الطرفين.. لا بد من وقف إطلاق النار، وإنقاذ الأرواح، والتوصل إلى تسوية تسهم في جعل أوروبا أكثر أمنا للجميع، وهذا يتطلب تعاونا مشتركا. أتطلع إلى مناقشة هذه التفاصيل، لأننا في لحظة حاسمة من الزمن".
وأضاف: "أما فيما يتعلق بجائزة نوبل، كما تعلمون، فإن هذا الشأن من اختصاص لجنة نوبل النرويجية، وهي لجنة مستقلة بالكامل، لذلك لا يمكنني الإدلاء بأي تعليق بشأن ما إذا كان الرئيس ترامب يستحق الترشح لنيل الجائزة".
من جانبه، شكر ترامب الصحافي الذي طرح السؤال، مشيرا إلى إعجابه بالموضوع الذي أثير.
وكان النائب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي، داريل عيسى، قد رشح الرئيس ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام في مارس من العام الجاري.وفي يناير 2024، أعلنت النائبة كلوديا تيني، الجمهورية من نيويورك، ترشيحه للجائزة أيضا، تقديرا لدوره في توقيع "الاتفاقيات الإبراهيمية".
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس ترامب سبق أن رُشِّح للجائزة ثلاث مرات، بما في ذلك عن دوره في إبرام هذه الاتفاقيات.
تاريخ الجائزة
ألفريد نوبل (1833 – 1896) هو مخترع وكيميائي ومهندس سويدى، اشتهر باختراعه مادة الديناميت، وقد سجل أكثر من 350 اختراعا خلال حياته. وعلى الرغم من ارتباط اسمه بالمتفجرات، فقد عُرف لاحقا كمناصر للسلام والعلم والثقافة من خلال إنشاء جوائز نوبل.وفي وصيته التي كتبها قبل وفاته، خصص نوبل الجزء الأكبر من ثروته الهائلة لإنشاء سلسلة من الجوائز السنوية تُمنح للأشخاص والمؤسسات الذين يقدّمون "أكبر فائدة للبشرية" في مجالات: الفيزياء، الكيمياء، الطب، الأدب، والسلام. ولاحقا، أُضيفت جائزة في العلوم الاقتصادية عام 1968.
ومن أبرز الجوانب المثيرة في وصيته، أنه قرر أن تُمنح جائزة نوبل للسلام في النرويج تحديدا، على عكس الجوائز الأربعة الأخرى التي تُمنح في السويد. ولا يزال السبب الدقيق وراء هذا القرار غير معروف بشكل قاطع، ما فتح المجال لتفسيرات متعددة.
قواعد الترشيح
يُحتفظ بقائمة المرشحين للجائزة في سرية تامة، ولا يُسمح بالكشف عنها إلا بعد مرور خمسين عاما على إعلان الجوائز، وفقا للتقاليد المتبعة.
ومع ذلك، يتم في كل عام تداول بعض الأسماء في وسائل الإعلام، عن طريق جهات أو أفراد يملكون صلاحية الترشيح. ومن بين هؤلاء: الأعضاء الحاليون والسابقون في لجنة نوبل النرويجية ومستشاروها، والفائزون السابقون بالجائزة، وأعضاء البرلمانات والحكومات في الدول ذات السيادة، وأساتذة الجامعات المتخصصون في التاريخ أو الفلسفة أو القانون أو اللاهوت، ومدراء معاهد السياسات الخارجية ودراسات السلام.
كما يحق أيضا لأعضاء محكمة العدل الدولية، وأعضاء محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، ومعهد القانون الدولي، إضافة إلى الاتحاد الدولي للنساء من أجل السلام والحرية، ترشيح بعض الأسماء لنيل الجائزة.
واكتملت قائمة المرشحين لهذا العام في فبراير الماضي، وتضم 338 مرشحا، من بينهم 94 منظمة. في حين بلغ عدد المرشحين في عام 2024، 286 مرشحا، أما الرقم القياسي فقد سُجّل عام 2016، وبلغ حينها 376 مرشحا.
وتُمنح جائزة نوبل للسلام، وفقا لوصية ألفريد نوبل، وتُعلن وتُسلّم في النرويج عبر لجنة مكونة من خمسة أعضاء ينتخبهم البرلمان النرويجي. وليس في السويد كسائر الجوائز الأخرى في الفيزياء والكيمياء والإقتصاد والأدب والطب. وسيتم إعلان الفائزين بجائزة عام 2025 في شهر أكتوبر المقبل.
تقليد الجوائز
يُعلن عن الفائزين بجوائز نوبل كل عام خلال شهر أكتوبر، من قِبل الجهات المسؤولة في السويد والنرويج. ويتم تسليم الجوائز رسميا في 10 ديسمبر من كل عام، وهو ذكرى وفاة ألفريد نوبل.
وفي العاشر من ديسمبر من كل عام، تدعو مؤسسة نوبل الفائزين بالجائزة وعائلاتهم الى ستوكهولم وأوسلو. وتجري مراسم التكريم في ستوكهولم في قاعة الاحتفالات بحضور ألف ومائتي شخص تقريبا.
ويقوم ملك السويد بتقليد جائزة الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والإقتصاد بعد كلمة مقتضبة يستعرض فيها ممثلو الهيئة المانحة للجوائز انجازات الفائز بالجائزة. ويتكلل الإحتفال بمأدبة تقيمها مؤسسة نوبل في قاعة مبنى البلدية.
أما في أوسلو فيتم تقليد جائزة نوبل للسلام في مراسم تقام في قاعة الجامعة بحضور ملك النرويج والعائلة المالكة.
ووفقا لقواعد مراسم تقليد الجائزة في ستوكهولم وأوسلو يلقي الفائزون بها محاضراتهم النوبلية، ثم تصدر تلك المحاضرات في طبعة خاصة بعنوان "الفائزون بجائزة نوبل".
youm7.com