وهل للخطايا ذاكرة
تورنتو .. محمد الفاتح الكاشف
في الثلاثين من يونيو استضافت دار الجالية السودانية بتورنتو كندا الروائي والشاعر الدكتور/ عبد الله ميرغني وذلك لتدشين روايته الجديدة "ذاكرة الخطيئة" . وقد توافد عدد كبير من رواد الجالية ولفيف من المهتمين . ادار الفعالية الدكتور/ النور نادر النور وشارك بالمداخلات كل من د. بشرى الفاضل, الاستاذة الهام عبد الخالق , الاستاذ عبد الرحمن بركات والاستاذ ياسر نجم . وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم تناوب المتحدثين على تشريح شخوص الرواية التي حدثت بجمهورية الخرتيت حيث عبق البخور وقباب الاولياء ونفوذ الاعيان وتسلسل اجيالهم على السلطة والثروة .
تميزت رواية "ذاكرة الخطيئة" على عدم ارتكازها على شخصية محورية , فكل شخوصها ابطال لقصة متفردة يجب فكفكتها والغوص في اسبارها . حيث يتكون الاطار العام لرجل من اعيان جمهورية الخرتيت يدعى شرف الدين التهامي لم يكترث لاكمال تعليمه ومنغمس في ملذاته كشهريار العصر الحديث ولم يرزق بنعمة الانجاب , حتى تزوج من الدكتورة امل ابنة اللواء ابراهيم بحر الدين فيما يسمى بلقاء السحاب حيث تلتقي السلطة بالمال .
ادركت الدكتورة امل على الفور ان المجتمع الذكوري دوما يشير باصابع الاتهام للزوجة في حالة عدم الانجاب فلجأت فورا للتخصيب الصناعي عبر طبيب اشتهر بذلك ويصاب بعقدة الذنب في نهاية القصة اذ انه خصب اكثر من الفي انثى . نتج من هذا التخصيب ابناء غير شرعيين وقد جابهت الدكتورة امل تلك الخطيئة ببرود من يرنو للاستحواذ على مجد السلطة كما كانت تتجاهل مجون زوجها . تمر الايام وتنضج ثمرة الخطيئة وتتخرج سارة من كلية الحقوق بجامعة السوربون بفرنسا وتمر بتجربة تحررية نتيجة تعاكسات لتربية شائهة حيث نشأت في بيئة دينية اسما ولكنها ليست كذلك , اذ ترى تجاوزات والديها , وتتعلق بصديقها الفرنسي بولو وتتزوجه لاحقا ثم تصير ناشطة حقوقية تحارب القيم التي نشأت عليها .
اما الابن الثاني "كفاح الاخرى" الذي فرح به التهامي لأنه سيكون الوريث القادم للسلطة فقد لاحظت امه انه ثنائي الجنس وقد غلب عليه الطابع الانثوي فتحول الى كوثر , ولم تكن باكثر حظا من سارة , فقد غلب عليها المجون والتحرر السافر لم يكن ذلك سوى فقدان للهوية الاجتماعية . اما سعاد فقد نشأت مدللة ولم يتفرغ لتوجيهها احد فتزوجت زواج لتمكين السلطة وسافرت لماليزيا مع زوجها , الا انها اودعت السجن لفترة طويلة نتيجة للسرقة , واذا تحدثنا عن السرقة من قبل فتاة مترفة كتلك فلا يسعنا ان نقول انها سرقة مرضية مزروعة في الجينات الوراثية فهي لام قبلت ان تهب رجلا اطفال غير شرعيين من اجل مزج اموالها بالسلطة واستمرار الخطيئة اجيال اخرى .
وما زالت جمهورية الخرتيت تبحث حل فهل من مغيث !!