سياحة مع الشاعر المتفرد تاج الدين مسمار شاعر الجمال والاحساس المرهف

الاستاذ الدكتور عبد العظيم اكول .الجزء ٢ من ٥
من نافلة القول عن الشاعر المتفرد البواح الشفيف الذي يفيض شعره عذوبة ونداوة وطلاوة وهو الشاعر المعلم تاج الدين محمد احمد مسمار وهو شاعر كما ورد في الجزء الاول من سلسلة مقالاتنا التحليلية عن شعره الاسر الساحر الدفاق والذي يتقطر عذوبة ويضفي عليه الغموض احيانا سحرا باهرا ياخذ بالالباب ويذهب بمجامع القلوب المحبة للشعر الذي يخاطب الوجدان وينفذ دون استئذان وينسرب الي الدواخل التي ارهقتها الشجون ولواعج اشجان المحبين الذين وكأني بهم يتغيأون ظلال شاردة لشاعرنا الراحل المطبوع ادريس جماع طيب الله ثراه وهو القائل في شاعرية لاتجارة صقلتها الفطرة والبداوة وعظيم موهبة الخالق القدير..
انت السماء بدت لنا
واستعصمت بالبعد عنا
شاعرنا المعلم محمد احمد مسمار يهيم في صحاري الوجد وحيدا يمتشق حسام قلمه المفعم بلواعج الوحشة والمليء بالمشاعر الانسانية الدفيقة..وهو الذي قضي ردحا من الزمن في المملكة العربية السعودية تتجاذبه اطواف الحنين لوطنه السودان وطن الجمال وهو مثل رفيق دربه شاعرنا الراحل حسين بازرعة حينما كان بالمملكة العربية السعودية واهتاجه حنين الوطن العزيز فكتب رائعته للراحل عثمان حسين والتي سارت بها الركبان..وبازرعة غمرنا بشعره الدفاق وحنينه لارض الوطن..
كل طاير مرتحل
عبر البحر..قاصد الاهل
حملتو اشواقي الدفيقة
ليك ياحبيبي للوطن
لشطانو وللدار الوريقة
ولنقف لنتامل روعة السبك الشعري العامي الذي يحمل من بيئة الشاعر وتفرد مفرداته الشعرية وعمق تناوله الشعري
والحق يقال فقد سبقني الي الدخول في اغوار شاعرنا مسمار الاعلامي الاديب الاريب والشاعر المرهف والصحفي اللامع الانسان الهائم في دنياوات الابداع والتفرد والتميز الاستاذ حسبو الحاج وحسبو شاعر معطون بالابداع وهو قد تشبع من بيئته الخضراء بالجريف..فأخذ منا مالم يري بالعين المجردة حتي صار رقما من الارقام الاعلامية والادبية ..متعه الله بالصحة والعافية..
يقول شاعرنا مسمار في قصيدته..ارث ادم..وهي بلا شك رمزية محببة لمحبي الشعر..
ادم سقاك كاس الاسي
اهداك فجاج الصي تنوح
ورث خطاك مر التعب
من غير يلمح او يبوح
حوا الزمان حاوياك حضن
قعدت تحت شجرة وتنوح
ما مد ادم ليها ايد
لا جاتو لا قدرت تروح
واضح انه يستعير قصة سيدنا ادم عليه السلام وامنا حواء في الهبوط بأمر الله تعالي من جنة الرضوان الي الارض..
وفي قصيدة مرسي الوجود
يقول الشاعر في اسلوب شاعري بليغ..
جيتك من الفج البعيد
شايل عوالمي بعد غياب
صوت الهواتف كون طلع
راسم رتاج الدخلة باب
من هالة الضو والشمس
سهرج فتيل الشمعة داب
عنوان قواميس الزمن
ايقونة للعالم كتاب
اذن هو شاعر وجودي..ينظر الي ماحوله في الوجود ثم يتفجر شعرا مموسقا يبهرك بمضامينه ومعانيه..
وفي قصيدته اسافير الغيوب يقول..في دعة وتخاطر عجيب..
جاييكي من غيبي البعيد
رغم المخاطر والظروف
ليل الهواجس في سماي
ستف عوالمي طيوف طيوف
ناديك حمام سربك حضور
يديني حن صدرو العطوف
ينسجني من الريش ظلال
تعريشة من حر الكهوف
ثم بستطرد في نفس القصيدة..
قدم الرواحل الراكضة صي
باريت دروبا وراك ملك
املت فوج الريد يعود
يتخطي اهوال الدرك
امسك خطام سارق هواي
من بين رتاج برجك فلك
القي الصواع اتعبا شوق
دغدغ كيان روحي امتلك
ونختتم بابيات من قصيدته الشاطيء الشريد..
مالك مكتف بالقيود
حامياكا شوك دربك تمش
زاملاك فجاج نفسك حريق
من نار كماينك والشمس
مكتوب عليك قدرك تحوم
تركب سروج الصي تطش
لامتين تسيب مأتم بكاك
تمسح حزن عمرك تهش
انظروا كمية البلاغة وحسن التعبير وطلاوة البيئة البكر خضراء المروج..وكأني به قد عانق الشاعر الاديب حسبو الحاج والتقي به في عوالم الخيال السرمدية ممتطين صهوة جواد الشعر والثقافة والادب وهما صنوان وايم الحق