هروب جماعي عالمي للمستثمرين من هذا الأصل بأمر الفيدرالي الأمريكي
Investing.com - شهدت السندات انخفاضًا عالميًا حيث يفكر المستثمرون في احتمالية تباطؤ تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية، وهو اتجاه قد يؤثر سلبًا على مراكز الديون في جميع أنحاء العالم.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات يوم الاثنين بشكل حاد، حيث تجاوزت نسبة 4.20% لأول مرة منذ يوليو. كذلك ارتفع معدل العائد على السندات الألمانية بما يعادل أربع نقاط أساس، ليصل إلى أعلى مستوى منذ أوائل سبتمبر. هذا التراجع امتد أيضًا إلى آسيا، حيث قفز العائد على السندات الأسترالية القياسية بمقدار 16 نقطة أساس.
إعادة تقييم السياسة النقدية الأمريكية
تأتي هذه الموجة البيعية نتيجة إعادة تقييم للتوقعات بشأن السياسة النقدية الأمريكية. بدأ المتداولون في تقليص رهاناتهم على تخفيضات كبيرة في الفائدة نظرًا لقوة الاقتصاد الأمريكي وتردد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع بشأن وتيرة تخفيضات الفائدة المستقبلية. بيد أن ارتفاع أسعار النفط واحتمال حدوث عجز مالي أكبر بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية يزيدان من قلق الأسواق.
قال روبرت دشنر، المدير الأول في (نيوبرغر بيرمان - Neuberger Berman) بلندن: "مع بقاء أقل من أسبوعين حتى الانتخابات الأمريكية، أصبحت المخاوف بشأن الآفاق المالية وتأثيرها المحتمل على التضخم أكثر وضوحًا."
ارتفعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتين أساس لتصل إلى 4.22%، مضيفةً إلى الارتفاع بأكثر من 10 نقاط أساس الذي شهدته يوم الاثنين. أدى ذلك إلى تفاقم منحنى العوائد الأمريكي الذي ظل مقلوبًا منذ أواخر عام 2022، حيث وصلت الفجوة بين عوائد السندات قصيرة الأجل (ثلاثة أشهر) وعوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى أضيق مستوى لها منذ ما يقرب من عامين.
وقال إد يارديني، مؤسس "يارديني ريسيرش"، في مقابلة مع "بلومبرغ": "سنشهد على الأرجح عوائد بنسبة 4.5% في وقت مبكر من العام المقبل."
التوقعات بشأن أسعار الفائدة المستقبلية
قلص المتداولون توقعاتهم لتخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي حتى سبتمبر 2025 بأكثر من 10 نقاط أساس منذ نهاية الأسبوع الماضي، وفقًا لتسعير المبادلات، مما يشير إلى هدف للفائدة بين 3.50%-3.75%.
تتوقع (أبولو مانجمنت - Apollo Management) أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم، بينما ترى (تي رو برايس - T. Rowe Price) أن عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات قد ترتفع إلى 5% العام المقبل بسبب مخاطر تخفيضات أقل للفائدة وتحسن النمو الاقتصادي.
التوقعات في الأسواق الأخرى
تم تعديل التوقعات أيضًا في الأسواق الأخرى. حيث تشير المبادلات إلى أن بنك الاحتياطي الأسترالي سيخفض سعر الفائدة الأساسي بنحو 50 نقطة أساس فقط حتى نهاية أغسطس من العام المقبل، أي نصف ما تم توقعه بعد اجتماع السياسة النقدية في سبتمبر. وبالمثل، قام المتداولون بتقديم توقعاتهم لرفع الفائدة من قبل بنك اليابان إلى يونيو، مقارنة بشهر يوليو الذي كان متوقعًا في الشهر الماضي.
في اليابان، كتب كيسوكي تسوروتا، استراتيجي السندات في (ميتسوبيشي يو اف جي مورجان ستانلي (NYSE:MS) للأوراق المالية - Mitsubishi UFJ Morgan Stanley Securities Co)، في مذكرة بحثية أن الطلب على السندات اليابانية طويلة الأجل لأجل 10 سنوات، "التي تحمل مخاطر كبيرة متعلقة بسعر الفائدة، من المحتمل أن يكون محدودًا" في هذا الوضع.
شهدت أيضًا السندات في الأسواق الناشئة انخفاضًا، حيث ارتفع العائد على السندات الإندونيسية لأجل خمس سنوات بمقدار سبع نقاط أساس.
لا يتوقع الجميع أن يستمر هذا التراجع. من بين البنوك المركزية التي تقوم بتخفيض أسعار الفائدة حاليًا بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك الاحتياطي النيوزيلندي، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على السندات.
قالت لوسيندا هارمز، نائبة رئيس مبيعات الدخل الثابت في (ميزوهو للأوراق المالية - Mizuho Securities) في وسنغافورة: "من المحتمل أن نشهد تصحيحًا طفيفًا،" مشيرة إلى وجود "مخاطر من حدوث ارتفاع قوي بسبب توترات الشرق الأوسط أو فوز هاريس في الانتخابات."
تقلبات غير اعتيادية في سندات الخزانة
في الوقت الحالي، قد تؤدي مجموعة من عوامل العرض الأمريكي للديون، التحوط الانتخابي، وتزايد المخاوف من اكتساح الجمهوريين في الانتخابات إلى تقلبات أكبر من المعتاد في سندات الخزانة. حيث ارتفع تقلب سندات الخزانة إلى أعلى مستوى له هذا العام، بناءً على مؤشر ICE BofA Move الذي يتتبع التقلبات المتوقعة في العوائد الأمريكية بناءً على الخيارات.
"بلاك روك" هي واحدة من الجهات التي تفضل تجنب السندات قصيرة الأجل. حيث كتب استراتيجيون في الشركة من بينهم "وي لي" في مذكرة: "لا نعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بالحدة التي يتوقعها السوق."
investing.com