خبر ⁄اقتصادي

السواحة من ميامي: السعودية شريك عالمي لتسريع وتبني الذكاء الاصطناعي

السواحة من ميامي: السعودية شريك عالمي لتسريع وتبني الذكاء الاصطناعي

وضع المهندس عبد الله السواحه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، المملكة بصفتها شريكاً عالمياً رئيسياً في تطوير الذكاء الاصطناعي، مؤكداً على دورها في تسريع الذكاء الاصطناعي والحوسبة الموفرة للطاقة والحوكمة التكنولوجية.

وخلال مشاركته في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» المنعقد في مدينة ميامي الأميركية، أوضح السواحه كيف تعمل السعودية مع الولايات المتحدة والشركاء العالميين لدفع تبني الذكاء الاصطناعي، ومعالجة الانقسامات الرئيسية التي تشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي.

وقال: «في عالم يناقش الذكاء الاصطناعي والحروب التي نتجت عنه، تقف السعودية بصفتها شريكاً مفضلاً لنشر الذكاء الاصطناعي وتبنيه. نحن ملتزمون بنقل الذكاء الاصطناعي من ذروة التوقعات المتضخمة إلى هضبة الإنتاجية».

وأضاف السواحه: «شهدت السعودية نمواً ملحوظاً في اقتصادها الرقمي، حيث توسع إلى 132 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أسرع أسواق التكنولوجيا نمواً في جميع أنحاء العالم. لقد نما الاقتصاد الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 260 مليار دولار، حيث تمثل المملكة 50 في المائة من حصة السوق».

وتابع: «نتيجة لذلك، أصبحت المملكة رائدة عالمياً في توسيع القوى العاملة في مجال التكنولوجيا، حيث زادت مجموعة المواهب التكنولوجية لديها من 150 ألفاً إلى 381 ألف متخصص، وهو مقياس مماثل لمراكز التكنولوجيا الأوروبية الكبرى».

وقال السواحه: «إذا كانت السعودية في أوروبا، فسنحتل المرتبة الخامسة من حيث أكبر مركز للتكنولوجيا، ونحن نتنافس بالفعل مع وادي السيليكون في قطاعات الذكاء الاصطناعي الرئيسية».

وسلط الضوء على الشراكات الاستراتيجية وخطط الاستثمار للمملكة، وخاصة مع الولايات المتحدة، حيث قال إن «90 في المائة من استثمارات السعودية الرقمية والذكاء الاصطناعي مع شركات التكنولوجيا العملاقة الأميركية، واستثمرت السعودية 1.5 مليار دولار في شركة لصناعة شرائح الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على وحدات معالجة اللغة الموفرة للطاقة (LPUs) لتسريع سرعات استدلال الذكاء الاصطناعي مع تقليل استهلاك الطاقة».

وأضاف: «تهدف الشراكات مع (إنفيديا) و(إيه إم دي) وغيرهما من قادة الذكاء الاصطناعي إلى وضع المملكة مزوداً رائداً لقوة الحوسبة للذكاء الاصطناعي الفعالة من حيث التكلفة والاستدامة».

وبالإضافة إلى ذلك، تلتزم المملكة بمواردها من الطاقة لتغذية مستقبل الذكاء الاصطناعي، إذ «تمثل الطاقة 40 في المائة من إجمالي تكلفة تدريب واستدلال نموذج الذكاء الاصطناعي... ونحن نضمن أن الذكاء الاصطناعي لديه حلول الطاقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة والاستدامة للتبني العالمي»، وفق السواحة.

ولفت إلى أن السعودية تركز على سد الفجوات الثلاث الرئيسية التي تشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي، وهي أولاً فجوة الحوسبة؛ حيث سيحتاج العالم ما بين 63 غيغاواط إلى 100 غيغاواط من الطاقة لدعم نمو الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعادل استهلاك الهند للطاقة بالكامل على مدى السنوات الخمس المقبلة. وتضع السعودية نفسها بصفتها مركزاً للطاقة المستدامة للذكاء الاصطناعي.

وتطرق إلى أن ثاني العوامل هو «فجوة البيانات» التي تتمثل في أنه مع عدم كفاية مصادر البيانات التقليدية، يتحول العالم نحو البيانات الاصطناعية. وتستفيد السعودية من ثروتها الثقافية والتاريخية من البيانات لتعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية وضمان تطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي.

وثالثاً: الفجوة الخوارزمية؛ حيث يجب ألا يتشكل الذكاء الاصطناعي من خلال التحيزات أو التلاعب به من قبل الجهات الفاعلة التي لا تتقاسم القيم العالمية، حيث تعمل السعودية مع الشركاء لضمان بقاء أنظمة الذكاء الاصطناعي محايدة وعادلة ومفيدة لجميع المجتمعات.

وأكد السواحه أن استراتيجية الذكاء الاصطناعي في السعودية لا تتعلق بالتقدم التكنولوجي فحسب، بل تتعلق بالاستثمار الهادف.

وقال: «لقد عملنا مع مبتكرين ومفكرين عالميين من الولايات المتحدة لسد الفجوة في المهارات، والفجوة الرقمية، وفجوة الحوكمة. والآن، نحن على استعداد لسد الفجوات الثلاث التالية في العصر الذكي: الحوسبة، والبيانات، والخوارزميات».

ودعا السواحه قادة الذكاء الاصطناعي والمستثمرين العالميين إلى الشراكة مع السعودية في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي.وقال: «إذا كنت تبحث عن شريك موثوق به في مجال الذكاء الاصطناعي للتنقل بين قمم ووديان القطاع، ولضمان تبني الذكاء الاصطناعي المستدام والأخلاقي، فإن السعودية تقف بوصفها الشريك المفضل لتسريع وتبني الذكاء الاصطناعي».

aawsat.com