تدهور أمني وإنساني وخدمي مريع في جنوب الحزام بالخرطوم

الخرطوم: 6 فبراير 2025: راديو دبنقا

كشف ناشطون في جنوب الحزام بجنوب الخرطوم عن تدهور مريع للوضع الأمني والإنساني والخدمي في المنطقة مع تصاعد هجمات الجيش واقترابها كثيرا عبر محوري الجزيرة وسلاح المدرعات. بينما اعتقلت قوة من الدعم السريع اليوم الخميس المدير الإداري لمستشفى بشائر ومدير مطبخ الأزهري غرب وعضو غرفة طوارئ جنوب الحزام حاتم الضو.

وتسيطر قوات الدعم السريع على منطقة جنوب الحزام وأجزاء واسعة من مدينة الخرطوم. مؤخراً، تقدمت قوات سلاح المدرعات باتجاه حي جبرة بينما تقدمت الجيش في محور الجزيرة صباح اليوم نحو مدينة جياد الصناعية التي تقع إلى الاتجاه الغربي لمنطقة جنوب الحزام.

وأشار ناشطون إلى مقتل 10 أشخاص جراء الانفلات الأمني الواسع في سوق قورو بجنوب الحزام خلال الأيام الماضية.

وقال المتطوع محمد عبد الله إن وتيرة السلب والنهب وترويع المواطنين تراجعت اليوم الخميس. ونبه إلى حالات مغادرة ملحوظة للمتطوعين بغرف الطوارئ بسبب التهديد من قبل منسوبي الجيش بجانب حالات الانفلات الامني.

وكشف الله عن تزايد طوابير الخبز مع الاختفاء التام لبعض المواد الغذائية والارتفاع الجنوني في أسعار الوقود الأمر الذي انعكس على تدفق المياه وحركة المواصلات.

وشهدت المنطقة خلال الفترة الماضية غارات جوية متتالية خلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى.

أزمة غذاء حادة

قالت غرفة طوارئ جنوب الحزام في تقرير إن المنطقة تشهد أزمة حادة في الغذاء جراء توقف قوافل المساعدات، واغلاق القوات المسلحة جميع المنافذ المؤدية إلى جنوب الحزام، منذ بدء العمليات في القيادة العامة وبحري.

وقالت الغرفة إن الجيش أغلق منافذ دخول المواد الغذائية من الشمالية ونهر النيل وشرق السودان إلى مناطق سيطرة الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم.

وأوضحت الغرفة إن وصول المساعدات من قبل برنامج الغذاء العالمي قبل شهر ونصف كان قد أدى إلى انفراج في الأوضاع الإنسانية في جنوب الحزام لكن عدم استمرار القوافل الإنسانية أدى إلى تفاقم الأوضاع.

وأشار التقرير إلى سحب التجار بضائعهم جزء كبير من بضائعهم المعروضة في الأسواق الرئيسية والفرعية التي تخدم منطقة جنوب الحزام وهي (السوق المركزي الخرطوم، سوق قورو، سوق 6 الجديد والقديم، سوق لقلاق، سوق الصهريج، سوق البقالة، سوق العشايين، سوق ابوجا).

ونوه التقرير إلى شح شديد في الدقيق والسكر والارز والعدس والمكرونة مع توفر البقوليات الأخرى القادمة من الجزيرة وسنار كالعدسية والكبكبي والفول المصري. وأكدت الغرفة إن التجار استغلوا الأوضاع ورفعوا أسعار السلع بصورة متصاعدة وباتت صعبة المنال على المواطن محدود الدخل.

ونبه التقرير إلى اغلاق جميع المخابز بسبب عدم توفر دقيق الخبز وارتفاع أسعاره.

وأشارت الغرفة إلى استمرار اغلاق مطابخ الأزهري منذ شهر بعد توقف دعم المانحين وعدم وجود بدائل متوفرة تغطي العجز. بينما تواصل المطابخ الجماعية في قطاع النصر العمل بصورة راتبة بدعم من منظمة الغذاء العالمي.

تدهور صحي

وأكد المتطوع محمد عبدالله إغلاق المركزي الصحي بالقادسية بسبب تردي الأوضاع في المنطقة. وأشارت غرفة

طوارئ جنوب الحزام إلى أن مستشفى بشائر، المستشفى الوحيد في المنطقة، أصبح يعمل بصورة جزئية بسبب الإضراب المعلن من قبل الكوادر الطبية والعمال على خلفية حادثة إطلاق النار داخل قسم الطوارئ من قبل أحد منسوبي الدعم السريع.

وأوضحت الغرفة إن العمل في المستشفى مستمر في قسمي غسيل الكُلي والتغذية العلاجية للأطفال والحوامل والمرضعات.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود تعليق أنشطتها في المستشفى في يناير الماضي بسبب اعتداءات الدعم السريع. وأشارت غرفة طوارئ جنوب الحزام إلى أن المستشفى أصبح في حالة يُرثى لها بعد هجرة غالبية الكوادر الطبية وتناقص المخزون الدوائي. وأشارت إلى تعرض الإسعاف الوحيد الذي يخدم المستشفى للسرقة بداية الأسبوع الحالي. وفي اليوم التالي تعرض المولد الكهربائي الاحتياطي للسرقة بجانب سرقة بعض المواد التموينية من غرفة طوارئ جنوب الحزام التي تتخذ من إحدى مباني المستشفى مقراً لها. وقالت إن تلك الوقائع كانت نتاجاً للسيولة الأمنية التي تعم المنطقة.

لا كهرباء ولا ماء

ولفتت الغرفة الانتباه إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي منذ عام مع شح المياه حيث ارتفع سعر برميل الماء إلى 10 آلاف جنيه كما أشارت إلى توقف معظم محطات شبكة الانترنت الفضائي استارلينك جراء التطورات الأخيرة مما أدى إلى انقطاع تواصل المواطنين مع ذويهم.

dabangasudan.org