خبر ⁄سياسي

الجيش يسترد القصر الرئاسي ومعركة فاصلة مرتقبة بالخرطوم

الجيش يسترد القصر الرئاسي ومعركة فاصلة مرتقبة بالخرطوم

عاين- 21 مارس 2025

من أمام الأبواب والنوافذ المحطمة التي لم تنج من القذائف الصاروخية والرصاص جراء معارك استمرت 72 ساعة دون توقف لوح جنود الجيش السوداني في إشارة إلى السيطرة على القصر الجمهوري وسط العاصمة السودانية صباح الجمعة.

وكانت القوات السودانية تمكنت من ربط سلاح المدرعات أقصى جنوب الخرطوم مع القيادة العامة وسط العاصمة قبل أن تتوغل إلى القصر الجمهوري وسط الخرطوم، ودفع بالقطع الحربية الثقيلة في خطوة نادرة الحدوث، وشوهدت الدبابات التي كانت محاصرة في مباني منطقة الشجرة العسكرية جنوب العاصمة، وهي تجوب محيط القصر.

الانتشار بالتدرج

وأفاد مصدر عسكري ميداني في تصريح لـ(عاين)، أن القوات المسلحة والمجموعات العسكرية الحليفة انتشرت في محيط القصر، وسيطرت على المبنى بالكامل، وتستمر العمليات إلى حين إنهاء وجود قوات حميدتي في السوق العربي ومنطقة المقرن بالكامل.

وأضاف: “يتبع الجيش عملية الانتشار المتدرج وسط الخرطوم، وسيكون هناك ربط بين القوات من القصر إلى منطقة المقرن، وهذا يعني السيطرة الميدانية للقوات المسلحة”.

وذكر المصدر العسكري أن الجيش اتخذ إجراءات مشددة في محيط القصر وحتى الصور ومقاطع الفيديو ركزت على مراعاة قواعد الاشتباك وعدم تصوير القتلى.

المرحلة الثانية

بينما يقول الباحث في الشأن الاستراتيجي محمد عباس لـ(عاين) إن الجيش أنهى المرحلة الأولى التي كانت تستهدف استرداد القصر الجمهوري؛ ومن ثم يعتزم الانتقال إلى مرحلة السيطرة على وسط الخرطوم بالكامل.

وأضاف عباس: “القتال سيكون محصورا غرب وجنوب العاصمة السودانية ومع فقدانها للقصر الجمهوري ستتعرض قوات حميدتي إلى الانهيار في الخرطوم”.

ويرى عباس، أن قوات الدعم السريع ستلجأ إلى دفع حشود جديدة نحو جنوب الخرطوم لخوض معركة رئيسية ضد الجيش السوداني مع الاعتماد على المسيرات الحديثة في ترويع الأحياء السكنية والأسواق كلما وسع الجيش المناطق المستقرة خاصة في منطقة طيبة الحسناب وشرطة الاحتياطي المركزي.

وسط الخرطوم

أصبحت العمليات العسكرية رمزا للموت وسط العاصمة السودانية خلال اليومين الماضيين وقتل عشرات الجنود والضباط من الجيش وقوات الدعم السريع في معارك طاحنة بمحيط القصر الجمهوري، ومن بين القتلى ضباط عسكريون.

وفي بيان رسمي أعلن المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله أن القوات المسلحة استعادت القصر الجمهوري، وتعتزم الذهاب نحو الاستحواذ الكامل على العاصمة السودانية.

وقال متحدث الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله: إن “القوات المسلحة سجلت ملحمة بطولية خالدة، وتوجت نجاحاتها بمحاور الخرطوم، حيث تمكنت من إنهاء سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري والمؤسسات الوزارية”.

وتحول محيط القصر الجمهوري إلى ساحة للمركبات المدمرة حيث ركز الجيش السوداني على المسيرات الحديثة التركية لتوجيه ضربات جوية على قوات حميدتي التي تحصنت بالقصر.

تمهيد لعودة العاصمة

ويشير الخبير العسكري حسن إدريس، إلى أن استعادة القوات المسلحة القصر الجمهوري ووسط العاصمة السودانية والمراكز التجارية تمهد لعودة الحياة العامة. ويوضح إدريس لـ(عاين) أن بقاء قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية لم يعد ذات جدوى طالما خسرت وسط الخرطوم والقصر الجمهوري والإذاعة والتلفزيون وفشلت في السيطرة على القيادة العامة والمدرعات ووادي سيدنا طيلة الشهور الماضية.

ويتوقع إدريس، انتقال العمليات العسكرية إلى غرب أم درمان وجنوب وشرق الخرطوم مع تقدم قوات درع السودان من جنوب الخرطوم إلى منطقة صافولا والتوغل لملاحقة قوات حميدتي في جنوب الحزام مع انفتاح متوقع لسلاح المدرعات إلى منطقة الكلاكلات.

وتابع: “خلال شهري مارس وأبريل لن تتمكن الدعم السريع من الصمود في العاصمة السودانية إلا من خلال إطلاق المسيرات الحديثة لتنفيذ ضربات جوية”.

ويقول الخبير العسكري حسن إدريس، إن العمليات الحربية بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة تتزامن مع استعادة القوات المسلحة زمام المبادرة وتغييرات كثيرة طرأت على المشهد العسكري بمشاركة عشرات الآلاف من جنود المشاة.

ويعتقد إدريس، أن الجيش سيخوض معارك ضد آخر مجموعة من قوات حميدتي وما يميز موقف القوات المسلحة هذه المرة أنها تملك ما لا يقل عن 30 ألف جندي من المشاة إلى جانب المسيرات الحديثة والقطع الحربية الثقيلة.

3ayin.com