مشاريع بالمليارات.. السعودية تفاجئ السودان

الخرطوم – نبض السودان
في تطور لافت يحمل دلالات سياسية وإنسانية عميقة، أعلنت المملكة العربية السعودية عن بدء مرحلة جديدة من الشراكة مع السودان، تمثلت في إطلاق مشاريع دعم مباشر لولاية الخرطوم في مجالات الإعمار والصحة والغذاء، في أعقاب الدمار الكبير الذي خلّفته الحرب.
جاء هذا الإعلان خلال استقبال والي الخرطوم، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، لسفير خادم الحرمين الشريفين، علي بن جعفر، والوفد المرافق له، بمقر أمانة حكومة الولاية بشارع النيل، بحضور الأمين العام لحكومة الولاية الأستاذ الهادي عبدالسيد إبراهيم، ومدير عام وزارة الصحة الدكتور فتح الرحمن محمد الأمين، وقيادات الأجهزة التنفيذية والأمنية والشرطية بالولاية.
عودة السفارة السعودية ومباشرة مهامها من قلب الخرطوم
تأتي زيارة السفير السعودي إلى الخرطوم في إطار مباشرة سفارة المملكة لمهامها من العاصمة السودانية، بعد أن توقفت إثر اندلاع الحرب. وعبّر السفير عن سعادته بالعودة إلى الخرطوم، ومشاهدة المواطنين والمؤسسات وهم يعودون تدريجيًا إلى مقارهم، مؤكداً أن المملكة، قيادة وشعبًا، ستظل داعمة ومساندة للسودان في هذه المرحلة الحرجة.
وأشار السفير إلى أن الزيارة شملت تفقد مبنى السفارة ومباشرة عمليات الصيانة والتأهيل، تمهيدًا لاستئناف كامل للمهام الدبلوماسية من الخرطوم، حيث تم رفع علم المملكة على سارية السفارة في إشارة رمزية لبداية جديدة للعلاقات الثنائية في قلب العاصمة السودانية.
خمس مستشفيات ومعدات طبية ودعم إنساني ضخم
ضمن سلسلة مبادرات المملكة، أعلن السفير علي بن جعفر عن انطلاق مشروع جديد للدعم الغذائي يشمل توزيع خمسة آلاف سلة غذائية لمواطني ولاية الخرطوم المتأثرين بالحرب، إلى جانب دعم الأعمال اللوجستية والخدمية.
كما أعلن عن تكفل المملكة بتأهيل خمس مستشفيات بشكل كامل، تشمل المستشفى النو، مستشفى الشهداء، ومستشفيات رئيسية في مدينة أم درمان، مع توفير الأجهزة الطبية الحديثة والاحتياجات الحيوية الأخرى.
وأكد السفير أيضًا توفير مصنع أوكسجين لمستشفى النو، وتنظيم حملة تشمل إجراء ألفي عملية عيون وكشف نظر بمستشفى مكة للعيون، مشددًا على أن هذه الجهود تأتي امتدادًا للعلاقة الراسخة بين البلدين.
لجنة اتحادية لمتابعة ودعم المشروعات
وفي خطوة تنظيمية تعكس الجدية والتخطيط الاستراتيجي، أشار السفير إلى تشكيل لجنة وزارية اتحادية سعودية مختصة بمتابعة تنفيذ هذه المشروعات، وضمان تحقيق أثرها الميداني على حياة المواطنين في ولاية الخرطوم، مؤكداً أن الدعم سيشمل الجوانب الإنسانية والاجتماعية أيضًا، بما في ذلك رعاية الأيتام وتقديم الدعم المباشر للفئات الأكثر تضررًا.
إشادة سودانية وتثمين للدور السعودي
من جهته، وجّه والي الخرطوم تحية لخادم الحرمين الشريفين ولشعب المملكة على ما وصفه بـ”الدعم المتواصل قبل الحرب وبعدها”، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تمثل بداية حقيقية لعودة عمل السفارات الأجنبية إلى العاصمة، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار.
وأضاف الوالي أن الولاية دخلت فعليًا في مرحلة ما بعد الحرب، مؤكداً عزمه المضي قدمًا في مسار استعادة الخدمات وإزالة مخلفات الحرب بخطوات متسارعة، معتبراً أن دعم السعودية سيكون عاملًا حاسمًا في إنجاح هذه المرحلة.
جولة ميدانية ورفع العلم السعودي على مقر السفارة
واختتمت الزيارة بجولة ميدانية شملت مقر السفارة السعودية بالخرطوم، حيث وقف السفير ووالي الخرطوم والمدير التنفيذي لمحلية الخرطوم على حجم الدمار والنهب الذي طال المبنى ومعداته وأثاثاته، ليتم الإعلان الفوري عن بدء أعمال الصيانة، ورفع علم المملكة العربية السعودية إيذانًا بعودة السفارة رسميًا إلى قلب العاصمة.
nabdsudan.net