رحمة عبدالمنعم يكتب: صحيفة ديسمبر.. منبر باهت وأجندة مفضوحة

ط
صدر اليوم الخميس العدد الأول من ما يُعرف بـ”صحيفة ديسمبر” بنسختها الإلكترونية (PDF)، ليُعلن انطلاق منبر جديد لا يخاطب وجدان الشعب، بل يخاطب التعليمات القادمة من الخارج. فالصحيفة، التي جاءت برعاية مالية إماراتية، ليست سوى واجهة إعلامية تخدم مليشيا الدعم السريع وتدير حملة منظمة ضد الجيش ومشروع الدولة الوطنية.
منذ سطورها الأولى، كشفت الصحيفة عن نواياها: دعم المليشيا، تشويه الجيش، وتسويق شخصيات فقدت مصداقيتها ومكانتها في الوعي الشعبي ،جاء التشكيل التحريري على صورة “شلة كمبالا للسواطة”، وهم نخبة من الكتّاب والصحفيين الذين احترفوا الصراخ من الخارج، وتبنّوا خطاب العداء الصريح تجاه القوات المسلحة،من بين هذه الأسماء: محمد لطيف، مرتضى الغالي، فيصل محمد صالح، وآخرون جُمعت أسماؤهم في سلة واحدة تضم العملاء، والأرزقية، والمغمورين، في مشهد يفتقر إلى الحد الأدنى من المهنية والاتزان.
ديسمبر لم تكن صحيفة بالمعنى المهني، بل واجهة دعائية مبتذلة، تلعب على وتر الثورة وتستحضر شعاراتها، بينما تخدم في الحقيقة مشروعاً معادياً للوطن والدولة والجيش. والمفارقة أن هذا المنبر الرقمي يتوسل الحنين لاسم “ديسمبر”، بينما ينحاز لخصوم الشعب الذين أطلقوا النار على ديسمبر نفسها، وعلى رموزها، وعلى دماء شهدائها.
المحتوى لم يكن صحافة رأي، بل منشورات تحريضية صيغت بخلفية سياسية مشبوهة، تستهدف بنية الدولة من الداخل، وتعمل على زعزعة ثقة الناس في المؤسسة العسكرية، بالتزامن مع دعم مباشر للمليشيا التي تمارس أبشع الانتهاكات في حق المدنيين والبنى التحتية.
وفي قلب هذا المشروع، تحاول الصحيفة أن تلمّع صورة عبد الله حمدوك، العميل المفضّل للخارج، والمنفّذ الأبرز لأجندة الإمارات في السودان ،فالرجل، الذي لطالما ارتبط اسمه بمشاريع التدويل والتفريط، يُعاد اليوم طرحه عبر هذه المنصة بوصفه واجهة مدنية زائفة لمخطط عسكري، هدفه تقويض الجيش واستبدال الدولة الوطنية بدويلة تحت الوصاية.
“صحيفة ديسمبر” ليست صحيفة ثورة، ولا منصة رأي، بل أداة سياسية مدفوعة الثمن، جُندت لخدمة مليشيا متمردة، ولتأدية دور في معركة تستهدف بقاء السودان ذاته، والسؤال الذي يفرض نفسه: متى ستتوقف هذه الوجوه عن المتاجرة بالوطن؟ ومتى يدرك المموّلون أن وعينا الوطني صار أعمق من أن تخدعه ورقة إلكترونية مكتوبة بالحقد؟
azzapress.com