خبر ⁄صحة

العضلات القوية تكافح السكري

العضلات القوية تكافح السكري

كشفت دراسة صينية عن أن امتلاك عضلات قوية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بغضّ النظر عن الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض.

وأوضح الباحثون من كلية الطب في جامعة هونغ كونغ، أن تعزيز قوة العضلات قد يكون استراتيجية فعّالة للوقاية من السكري، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية (BMC Medicine).

يُذكر أن السكري من النوع الثاني هو مرض مزمن يتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة لمقاومة الجسم للأنسولين أو ضعف إنتاجه. وتشير التقديرات إلى أن نحو 10 في المائة من سكان العالم يعانون من السكري من النوع الثاني، مما يجعله قضية صحية عامة ذات أولوية.

ويمكن أن يؤدي السكري إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والفشل الكلوي، وتلف الأعصاب.

ويرتبط المرض بعوامل وراثية غير قابلة للتغيير، إلى جانب عوامل بيئية وسلوكية يمكن تعديلها، مثل ممارسة الرياضة والتغذية السليمة. وأظهرت دراسات سابقة دوراً مهماً للياقة العضلية في تقليل مخاطر الإصابة بالسكري، لكن تأثير قوة العضلات على الوقاية من المرض لدى الأشخاص الأكثر عُرضة وراثياً ظل غير واضح حتى الآن.

واعتمدت الدراسة على تحليل البيانات الوراثية لأكثر من 141 ألف شخص لم يكونوا مصابين بالسكري عند بدء الدراسة. وخضع المشاركون لاختبار قوة قبضة اليد لقياس قوة العضلات، كما تم تحديد مستوى الخطر الوراثي للسكري بناءً على 138 متغيراً جينياً معروفاً يرتبط بالسكري من النوع الثاني. واستمر المتابعة لمدة أكثر من 7 سنوات، حيث تم تسجيل 4743 حالة إصابة جديدة بالمرض.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمتلكون قوة عضلية عالية كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكري بنسبة 44 في المائة مقارنةً بمن لديهم قوة عضلية ضعيفة، حتى بعد احتساب العوامل الوراثية وعوامل الخطر الأخرى مثل العمر والجنس والوزن والنشاط البدني العام. كما أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي مرتفع للإصابة بالسكري ولكن يتمتعون بقوة عضلية جيدة كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض مقارنةً بمن لديهم استعداد وراثي أقل ولكن بكتلة عضلية ضعيفة.

وأشار الباحثون إلى أن استراتيجيات الوقاية من السكري يجب ألا تقتصر فقط على فقدان الوزن أو الحمية الغذائية، بل يجب أن تشمل تمارين تقوية العضلات، مثل رفع الأوزان أو تمارين المقاومة، بوصف ذلك عنصراً أساسياً في الوقاية.

وأضافوا أن الدراسة توفر دليلاً قوياً على أن العوامل الوراثية ليست حتمية، وأن ممارسة الرياضة والحفاظ على اللياقة العضلية يمكن أن يساعدا على تقليل خطر الإصابة بالسكري، حتى لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي مرتفع.

ونوه الباحثون بأن نتائج الدراسة تسهم في تصميم برامج توعية تشجع على تمارين تقوية العضلات بوصفها وسيلة للوقاية من السكري، كما يمكن أن تساعد صانعي السياسات الصحية على إدراج برامج اللياقة العضلية ضمن المبادرات الوطنية لمكافحة السكري.

aawsat.com